تشهد تكاليف علاج الأسنان في دمشق ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق، حيث سجلت أرقاماً قياسية مقارنة مع الأسعار في السنوات الماضية، بحسب موقع (أخبار الاقتصاد السوري).
وبحسب المصدر، فإن كلفة تتويج السن وسطياً تصل إلى 60 ألف ليرة سورية، وقلع السن لا يقل عن 50 ألف ليرة، في حين تبلغ كلفة الحشوة ما بين 30 - 40 ألف ليرة، وتجاوزت كلفة بعض أنواع زراعات الأسنان مليون ليرة، بحسب بلد المنشأ. كما تختلف تسعيرات المعالجة من مكان إلى آخر ومن عيادة سنّية إلى أخرى.
ونقل الموقع عن مصدر طبي أن تكاليف "المهنة" أصبحت مكلفةً لأن جميع المواد التي يتم تأمينها مستوردة، ولا يوجد أي تصنيع محلي، ما يتطلب تشجيع صناعات طب الأسنان، ما يوفر كلفاً كبيرة وقطعاً أجنبياً، مشيراً إلى أن هناك أسباباً إضافية أخرى من بينها سعر صرف الليرة السورية وعدم توافر العديد من المواد والتجهيزات وصعوبة النقل والشحن وغلاء تكاليف الاستيراد.
وقال المصدر إن "التاجر والقطاع الخاص هما اللذان يستوردان جميع المواد ويقومان بتوفيرها للأطباء وبذلك يتحكمان بالسعر". وأكد أن هناك صعوبة في مسألة شحن المواد وكلفة التنقل، ما شكل أعباء كبيرة "ناهيك عن مشاكل المحروقات وارتفاع حوامل الطاقة، واضطرار عدد من الأطباء لتأمين الوقود عبر السوق (السوداء) بتكاليف كبيرة".
كما طالب المصدر بضرورة استيراد الجهات المعنية "الحكومية" مواد طب الأسنان وتوفيرها بسعر مدعوم ما ينعكس على توفير الخدمة للمواطنين، لافتاً إلى وجود انخفاض ملحوظ في عدد المرضى المراجعين لعيادات الأسنان في القطاع الخاص وذلك بسبب تأثير الظروف الراهنة ودفعها للعديد من المواطنين لتأجيل المعالجة والاقتصار على الضروري منها، أو عدم القدرة عليها، أو اللجوء إلى مشفى كلية طب الأسنان في جامعة دمشق، الأمر الذي أدى إلى تراجع بالأعمال في العيادات.
وأوضح أن كلفة كرسي الأسنان الواحد تتجاوز 10 ملايين ليرة سورية، مضيفاً أنه من الصعب على الخريج الجديد لطب الأسنان افتتاح عيادة خاصة في ظل ارتفاع الكلف والتجهيزات إضافة إلى ارتفاع العقارات والإيجارات.
500 كرسي أسنان لـ 2000 مواطن!
بدوره، بيّن عميد كلية طب الأسنان بجامعة دمشق أسامة الجبان أن ارتفاع الأجور والكلف في القطاع الخاص، زاد من عدد المراجعين للعيادات في الكلية وإلى مشفى جراحة الوجه والفم والفكين التخصصي وذلك مقارنة مع الفترة السابقة، مبيناً أنه يومياً يتم تقديم العلاج لأكثر من 2000 مواطن يرتادون الكلية للعلاج، علماً أن الكلية تضم 500 كرسي أسنان. وتقدّم الكلية خدماتها بشكل مجاني باستثناء التكاليف المخبرية، مع إجراء العمليات.
وتجدر الإشارة إلى أن كلية طب الأسنان تعتبر "مشفى تعليمياً خدمياً" لأنها تحوي 10 عيادات تعالج المرضى بشكل يومي على يد طلاب السنتين الرابعة والخامسة (المرحلة السريرية) في أثناء تطبيقهم الـ "ستاجات".