توحي تحركات تقوم بها روسيا وقوات نظام الأسد في مناطق متفرقة في كل من دير الزور وتدمر إلى استعدادهما لشن عمل عسكري واسع في المنطقة لملاحقة خلايا تنظيم الدولة الذي زاد من هجماته مؤخرا على مواقع الميليشيات في البادية السورية.
روسيا تحرك مروحياتها في عمق البادية
نشرت حسابات لمرتزقة روس على موقع تلغرام تسجيلاً مصوراً يظهر طائرات مروحية روسية من "Mi_8amtsh" وهي تقوم بعمليات استطلاع مكثفة في بادية حمص وصولا إلى بادية دير الزور.
وقالت مصارد لموقع تلفزيون سوريا مقربة من عناصر في ميليشيا "لوء القدس" إن الميليشيا تلقت أوامر من القوات الروسية برفع الجاهزية، مشيرة إلى احتمال بدء عملية تمشيط واسعة في المنطقة.
وسبق للميليشيا وفق المصادر ذاتها أن مشطت قبل عدة أيام مناطق من بادية دير الزور بريفها الغربي (منطقة الشامية).
وأضافت المصادر أن نظام الأسد أرسل تعزيزات عسكرية إلى مدينة الميادين تضم عددا من المنتسبين في صفوف الفرقة الـ17، قادمة من مدينة دير الزور، شملت عددا من المقاتلين بسلاحهم وعتادهم الفردي، وتم نقلهم بحافلتين وتمركزوا في ساحة مدينة الميادين.
وأكدت أن قدم العناصر يؤكد الاستعداد لعملية عسكرية هدفها تمشيط البادية الممتدة من حمص وصولا لبادية الميادين بهدف التضييق أكثر على خلايا التنظيم.
وفي آذار الماضي، جرت عمليات تمشيط عبر محورين الأول عند مثلث محافظات الرقة- حمص- حماة في البادية، والثاني بادية دير الزور الشرقية والغربية، وصولاً إلى المنطقة الحدودية مع العراق، تزامن ذلك مع تبني تنظيم "الدولة" خلال 2020 أكثر من 600 هجوم، في سوريا فقط.
وترافقت الحشودات العسكرية الجديدة مع زيارة اللواء نزار أحمد الخضر رئيس اللجنة الأمنية في ديرالزور إلى الفوج 137 الواقع على طريق دير الزور دمشق الدولي، حيث طلب الخضر من المقاتلين في صفوف الفوج أخذ الحذر ورفع الجاهزية تحسبا من أي هجمات مفاجئة يقوم بها التنظيم.
وسبق لروسيا أن أطلقت، في الشهور الأخيرة مِن العام المنصرم، عملية عسكرية حملت اسم "الصحراء البيضاء" استقدمت خلالها روسيا تعزيزات مِن ميليشيا "لواء القدس" و"الفيلق الخامس" وغيرها، وجاءت هذه العملية بعد مقتل ضابط روسي برتبة لواء، في 18 آب 2020، فضلاً عن خسارة قوات نظام الأسد ما لا يقل عن مئة قتيل في ذلك الوقت، وتشير هذه الخسائر وتكرار فتح عمليات تمشيط، وفق مراقبين، إلى أن روسيا ما تزال غير قادرة على ضبط البادية، التي باتت "ثقباً أسودَ" لتنظيم "الدولة" يبتلع أرتال وتعزيزات الروس والنظام والميليشيات المساندة لهما.
دور الميليشيات الإيرانية من عملية التمشيط
مصادر خاصة أكدت لموقع تلفزيون سوريا أن الميليشيات الإيرانية أخلت حاجزا وعددا من نقاط الحراسة والحماية المتأخرة من بادية الميادين قبيل عملية التمشيط المرتقبة.
وذكرت المصادر أن سبب الانسحاب يرجع لوجود وفد إعلامي يتبع لنظام الأسد سيعمل على تغطية العملية منذ انطلاقها حتى انتهائها وتجنبا لظهور المقار والمقاتلين الإيرانيين أثناء التغطية الإعلامية، طلب من الميليشيات الإخلاء.
وأوضحت أن النقاط تتبع لميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني ويتجاوز عدد المنتسبيين الذين تم فرزهم إليها 20 عنصرا، جميعهم من المحليين، ويقودها قيادي إيراني الجنسية في صفوف ميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
في سياق متصل، قالت مصادر من مدينة البوكمال لموقع تلفزيون سوريا إن "الحاج عسكر" قائد مليشيا "الحرس الثوري" الإيراني غادر مدينة البوكمال قبل عدة أيام متجها لإيران لحضور عزاء والده، حيث تم تعيين قيادي يطلق عليه "السيد علي" وهو إيراني الجنسية، وقد تم نقله من بادية تدمر إثر غياب "الحاج سجاد" نائب "الحاج عسكر" نتيجة إصابته بفيروس كورونا ونقله إلى دمشق جراء تدهور حالته الصحية.
المصادر أشارت إلى أن "الحاج السيد علي" قام بزيارة تفقدية لعدد من النقاط التابعة لميليشيا "زينبيون" و"الحرس الثوري" على أطراف مدينة البوكمال.
وتركزت الزيارة على الشريط النهري المطل على مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وقام خلالها بتغيير قادة النقاط التابعة لـ "زينبيون" والاستعاضة عنهم بقادة آخرين تم استدعاؤهم من بادية تدمر، كما طالب بتعزيز النقاط ذاتها ورفع الجاهزية وزيادة أعداد المقاتلين في تلك النقاط.
المصادر قالت إن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الميليشيات الإيرانية بتعزيز ورفع جاهزية نقاط تتبع لها يقابلها في الجهة الأخرى "قسد".
وقبل أيام شن تنظيم "الدولة" هجوما على بادية الميادين استهدف نقاطا لميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني، أصيب على إثرها عنصران من الميليشيا نقلا إلى مشفى الشفاء في مدينة العشارة.