أكدت روسيا، اليوم السبت، أنها لم تتفق حتى اللحظة على تمديد المبادرة التي سمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، رابطة استمرار الاتفاق على وصول صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة من دون عوائق إلى الأسواق العالمية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين بحسب وكالة "تاس" الروسية، إن "المحادثات مع مسؤولي الأمم المتحدة في جنيف أمس الجمعة كانت مفيدة ومفصلة، لكن مسألة تجديد الاتفاق، الذي ينتهي سريانه في غضون أسبوع واحد، لم تحل بعد".
وأضاف أنه "لا يمكن تحقيق تقدم ما لم تتم إعادة ربط بنك حكومي روسي يمول قطاع الزراعة بنظام سويفت العالمي للمدفوعات، وهو ربط قطعته العقوبات الغربية"، مؤكداً أن إعادة ربط (روسلخوز بنك) بنظام سويفت هو نقطة أساسية.
وتابع: "من دون ذلك، بالطبع، لا يمكننا ببساطة المضي قدما.. مسؤولو الأمم المتحدة أكدوا لروسيا أنهم يعتبرون هذه المسألة أساسية أيضا".
روسيا خارج نظام سويفت
بعد ثلاثة أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين، أنه سيتم عزل بنوك روسية معينة من نظام سويفت العالمي للتعاملات المالية.
وأوضحت لاين في تصريح صحفي، أنه سيتم تجميد أرصدة البنك المركزي الروسي بهدف منعه من الوصول إلى احتياطياته، مضيفةً أن الاتحاد سيعمل على حظر الأثرياء الروس من استخدام أصولهم المالية في أسواق الاتحاد الأوروبي، وفقاً لوكالة الأناضول.
وتستخدم البنوك نظام شركة "سويفت"، التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها، لإرسال ملايين التعليمات يومياً لدعم تريليونات الدولارات من المدفوعات سنوياً في التجارة الدولية.
اتفاق إسطنبول جنب العالم أزمة غذائية عالمية
ووفقاً لوكالة رويترز فإن الأمم المتحدة تقول إن الاتفاق الذي أبرم في تموز أتاح تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب والأغذية الأخرى من أوكرانيا، مما ساعد على تجنب أزمة غذاء عالمية.
وتشكك روسيا في أن شحناتها من الحبوب والأسمدة، رغم أنها غير مستهدفة بصورة مباشرة بعقوبات غربية، فلا تصل فعليا إلى الأسواق العالمية بسبب العقوبات التي تقيد حصول شركات الشحن على التمويل والتأمين ودخول الموانئ.
اتفاق إسطنبول
وفي 22 تموز الماضي، جرت في إسطنبول برعاية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، مراسم توقيع وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وتضمنت الاتفاقية تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم.
ودُشن مركز التنسيق المشترك المكلف بالإشراف على صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في إسطنبول بموجب الاتفاق الموقع. ويضم المركز ممثلين عن روسيا وأوكرانيا فضلا عن تركيا والأمم المتحدة.
ويسجل المركز السفن التجارية المشاركة في نقل الحبوب ويتتبعها عبر الإنترنت والأقمار الصناعية ويشرف على تفتيشها لدى تحميلها في الموانئ الأوكرانية ولدى وصولها إلى المرافئ التركية.