هددت روسيا بقطع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وسط جدال عميق حول عملية تسميم أليكسي نافالني العدو الألدّ لبوتين في الداخل.
وقد أصدر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحذيراً لكبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي الذين وافقوا خلال هذا الأسبوع على فرض عقوبات جديدة على موسكو رداً على خطة الكرملين لقتل السيد نافالني.
فقد انهار السيد نافالني البالغ من العمر 44 عاماً في أثناء رحلة بالطائرة خارج روسيا في شهر آب/ أغسطس وتم نقله بالطائرة إلى برلين للعلاج، وذكرت منظمة مراقبة المواد الكيماوية الدولية خلال الأسبوع المنصرم بأنه استهدف بنوع من أنواع نوفيتشوك وهو عنصر من العناصر التي تؤثر على الأعصاب والذي قام السوفييت بتطويره. في حين أعلن الكرملين بأن الاتهامات التي تم سوقها حول محاولة الاغتيال "غير مقبولة" ووصفها بالعبثية، إذ قال السيد لافروف: "تود روسيا أن تفهم ما إذا كان بوسعها أن تتدخل بالاتحاد الأوروبي في ظل الظروف الحالية، فالأشخاص المسؤولون عن السياسة الخارجية في الغرب لا يدركون الحاجة لقيام حوار مبني على الاحترام المتبادل، ولعله يتعين علينا أن نكف عن مخاطبتهم إلى حين".
هذا ويعتقد بأن العقوبات الأوروبية التي لم يتم الانتهاء منها بعد تشتمل على تجميد أصول ومنع سفر سيتم فرضه على العديد من المسؤولين في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU). ولقد أعلنت وزارة الخارجية الألمانية اليوم بأن العقوبات يمكن أن تطول أفراداً مسؤولين عن إنتاج مادة نوفيتشوك.
ومن جهتها، ستقوم روسيا بفرض عقوبات انتقامية خاصة بها كما قال لافروف دون أن يدلي بأية تفاصيل حول ذلك. وقد أكدت موسكو بأنها لم تقم بطرح مادة نوفيتشوك وكذلك الاتحاد السوفييتي، بالرغم من أن الترجمة الحرفية لهذا الاسم تعني: "القادم الجديد".
في حين أعلن ديمتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم بوتين بأن روسيا اعترضت على الموقف الأوروبي تجاه موسكو عقب "الحادثة التي وقعت للمريض في برلين"، إذ غالباً لا يتطرق الكرملين إلى ذكر السيد نافالني بالاسم.
وأضاف بيسكوف: " يعتبر هذا الحوار (أي مع الاتحاد الأوروبي) في الكرملين ضرورياً ومفيداً. ولكن وكما تعرفون لا يهم مدى التفاهة والابتذال الذي يبدو عليه هذا الأمر، لأن رقصة التانغو تحتاج إلى شخصين".
وحذرت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية خلال الشهر الماضي من أي تقارب في العلاقات مع موسكو، وذكرت بأن عملية تسميم السيد نافالني كانت آخر عملية ضمن سلسلة من التصرفات والأعمال الروسية الخبيثة والتي تشمل الحملات العسكرية في سوريا وأوكرانيا، والعبث بالانتخابات، وعمليات التسميم في سالزبيري، وعلقت على ذلك بالقول: "إن هذا الأسلوب لم يتغير".
في حين أنحت النرويج البارحة باللائمة على روسيا بسبب الهجوم الإلكتروني على البرلمان النرويجي، إذ أعلنت أوسلو أن حسابات بريد إلكترونية تعود لعدد من المسؤولين قد تعرضت للقرصنة وسرقت منها بعض المعلومات، غير أن السفارة الروسية أنكرت تلك المزاعم. وأخيراً أتى الشجار عقب طرد النرويج لدبلوماسي روسي عندما شكت بأنه يقوم بالتجسس وذلك في شهر آب/أغسطس الماضي، ولهذا قامت روسيا بترحيل دبلوماسي نرويجي رداً على ذلك.
المصدر: تايمز