البث المباشر
أعلن الجيش الروسي انسحابه من جزيرة "الثعبان" الأوكرانية ذات الأهمية الاستراتيجية في البحر الأسود، وذلك بعد تعرّض القوات الروسية التي تحتل الجزيرة للقصف الأوكراني المتكرر في الآونة الأخيرة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها اليوم الخميس: "في بادرة حسن نية، أنجزت القوات الروسية أهدافها المحددة في جزيرة الثعبان وسحبت كتيبتها منها"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي بهدف "تسهيل صادرات الحبوب من أوكرانيا" على حد زعمها.
تصنيف روسيا كتهديد أكبر
ويأتي الانسحاب بعد يوم واحد على تصنيف روسيا كـ "تهديد أكبر" لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ولسلامة دوله واستقرارها، على ضوء القمة الأخيرة لزعماء دول الحلف في العاصمة الإسبانية مدريد.
وأعلن الناتو في ختام قمته تعزيز وجوده العسكري على حدود روسيا، وإطلاق آلية التوسع لضم السويد وفنلندا بعد الاتفاق مع الدولة التركية. كما دان البيان الختامي استمرار ما وصفه بـ "العدوان الروسي على أوكرانيا"، محملاً موسكو المسؤولية في "الكارثة الإنسانية وأزمات الغذاء والطاقة العالمية".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي عقب قمة الحلف، إن الشركاء في الناتو اعتمدوا حزمة مساعدات لأوكرانيا تشمل تأمين المعدات العسكرية وأنظمة دفاع جوي.
جزيرة "الثعبان"
تقع الجزيرة على مسافة نحو 50 كيلومتراً من الساحل الأوكراني عند مصبّ نهر الدانوب، وعلى مسافة نحو 100 كيلومتر من ميناء أوديسا، أهم موانئ أوكرانيا على البحر الأسود. وتسمح الجزيرة نظرياً بضرب كل الساحل الأوكراني، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
كما تقع "الثعبان" على مسافة نحو 300 كيلومتر من سيفاستوبول، القاعدة الروسية الرئيسة في شبه جزيرة القرم. وبالنسبة لأوكرانيا، فإن استعادة الجزيرة سيساعد في كسر الحصار الذي تفرضه روسيا على شواطئ أوكرانيا في البحر الأسود. إذ تسيطر القوات البحرية الروسية على البحر الأسود قبالة سواحل أوكرانيا وتفرض حصاراً على جميع السفن البحرية والتجارية الأوكرانية.
وحازت جزيرة الثعبان، التي احتلتها روسيا في اليوم الأول من الغزو، اهتماماً دولياً عندما رفض حرس الحدود الأوكرانيون المتمركزون هناك طلب سفينة حربية روسية منهم الاستسلام.
وكتبت القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا على موقع فيس بوك أنه بعد عملية ناجحة شملت استخدام وحدات صواريخ ومدفعية، أخلت القوات الروسية مواقعها فوق الجزيرة ورحلت على متن زورقين.
