روسيا تشيد بـ"موافقة النظام" على إدخال المساعدات إلى شمال غربي سوريا

أشادت روسيا باتفاق النظام السوري مع الأمم المتحدة بشأن تمديد دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود، من المعابر مع تركيا إلى شمال غربي سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان عبر موقعها "إن موسكو ترحب بقرار دمشق السماح للأمم المتحدة باستخدام معبرين حدوديين لإيصال المساعدات الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر، حتى 13 تشرين الثاني".

كذلك أشادت الخارجية الروسية بـ "قرار دمشق المماثل بالسماح باستخدام معبر ثالث (باب الهوى)، والموافقة العامة على جميع العمليات الإنسانية الداخلية".

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن هذه الخطوات "تهدف إلى تقديم مساعدة شاملة للسوريين المحتاجين الذين تضرروا من زلزال 6 شباط من دون تمييز وفق قواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني".

"تفاهم" أممي مع النظام السوري

وكانت حكومة النظام السوري قد أعلنت في 9 آب، موافقتها على إبقاء معبري باب السلامة والراعي إلى الشمال الغربي، مفتوحين لمدة ثلاثة أشهر، لزيادة تدفق المساعدات لضحايا الزلزال المدمر.

فيما أعلنت الأمم المتحدة بعد ساعات في بيان آخر لها التوصل إلى ما سمته "التفاهم" مع النظام السوري لتمديد دخول المساعدات عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لمدة ستة أشهر".

في 10 من تموز، انتهى سريان مفعول قرار مجلس الأمن رقم 2672 بشأن المساعدات الإنسانية الدولية لسوريا، بما في ذلك الآلية" العابرة للحدود " التي تسمح بإيصال المساعدات إلى إدلب من دون إذن من النظام السوري.

اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تتهرب من توضيح بنود "التفاهم" والدفاع المدني يعتبره "انصياعاً"

وفشل مجلس الأمن الدولي في 11 من تموز بالتوصل إلى حل وسط بشأن تمديد القرار، ونتيجة لذلك، توقفت "الآلية العابرة للحدود لإيصال المساعدات" عن العمل.

ووصفت الخارجية الروسية عقب الاتفاق في بيانها أن "المساعدات الإنسانية الدولية عادت إلى مسارها الصحيح"، تماشياً مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 46/182.

وينص قرار الجمعية على "الاحترام الكامل لسيادة الدول وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية، وتقديم المساعدة بموافقة البلد المتضرر ومن حيث المبدأ على أساس نداء من البلد المتضرر"، الذي يمنح الشرعية لنظام الأسد على مناطق خارج سيطرته.

وأفادت الخارجية الروسية بأن "جميع القضايا ذات الصلة يتم حلها بالحوار المباشر للأمم المتحدة مع دمشق من دون تدخل خارجي".

الدفاع المدني ينتقد "التفاهم"

من جانبه اعتبر مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) رائد الصالح، خلال لقاء له مع المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق ضمن برنامج "سوريا اليوم"، أن "التفاهم" ما هو إلّا "انصياع لما يريده النظام السوري وهو ما حاربت من أجله روسيا في مجلس الأمن".

وتجنّب حق، الإجابة على الأسئلة بوضوح خلال المقابلة بخصوص "التفاهم" مع النظام السوري.

وانتقد الصالح إخفاء الأمم المتحدة لبنود "التفاهم" قائلاً: "السوريون المعنيون لا يستطيعون الوصول إلى بنود الاتفاق وهذا وحده يضعنا أمام ألف إشارة استفهام".

وتساءل "ماذا أعطت الأمم المتحدة مقابل التفاهم؟ ماذا دفعت الدول مقابله؟ ما التنازل الذي قُدّم للنظام؟ الإجابات عن هذه الأسئلة مغيّبة عن السوريين"، مطالباً "الأمم" بالإعلان عن البنود "حتى نستطيع تقييم الأمر بشكل دقيق".

وتوقّع الصالح أن تكون روسيا قد دفعت باتجاه هذا التفاهم "لشرعنة النظام بالتحكم في المعابر التي لا يسيطر عليها أساساً"، كما سلط الضوء على أهمية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى ملايين السوريين في شمال غربي سوريا.