خفض "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا، رواتب عناصره إلى النصف، بعد نحو ست سنوات من تشكيله في سوريا، وذلك بالتزامن مع الغزو الروسي لأوكرانيا.
ونقلت شبكة (السويداء 24) المحلية عن أحد عناصر الفيلق في محافظة إدلب، أن "رواتبهم انخفضت من 200 دولار، إلى 100 دولار فقط، دون أي تبرير من قيادة الفيلق". مضيفاً أن "هناك شائعات عن تخفيض رواتب العناصر الذين يؤدون خدمة الاحتياط أيضاً ضمن الفيلق".
وقال المصدر إن "التخفيض المفاجئ دفع بعض العناصر للفرار، كون الرواتب باتت لا تكفي إلا لبدل النقل وبعض الاحتياجات الشخصية". مشيراً إلى أن "هناك أحاديثَ جانبية بين بعض الضباط تشير إلى أن التخفيض جاء بقرار روسي، لكون القوات الروسية هي المسؤولة عن تقديم الرواتب الشهرية لعناصر الفيلق الخامس".
وبداية العام الجاري أوقفت القوات الروسية الرواتب الممنوحة لعناصر اللواء الثامن المدعوم من قبلها والتابع للفيلق الخامس في مدينة بصرى الشام شرقي درعا.
وقالت مصادر مقربة من اللواء الثامن إن قطع الرواتب والمهمات عن اللواء هي ورقة ضغط لإغلاق معسكر اللواء والذي يقع في مصيف سلمى بمحافظة اللاذقية وإعادة إنشاء معسكر لهم في منطقة السخنة في ريف حمص والبادية السورية لقتال تنظيم الدولة، وذلك بعد رفض قيادة اللواء العمل مع الميليشيات الإيرانية ولواء القدس وغيرهم من الميليشيات التابعة للنظام.
الفيلق الخامس
يذكر أن القوات الروسية كانت قد شكلت الفيلق الخامس في تشرين الثاني من العام 2016، تزامناً مع بدء النظام استعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة عقب التدخل العسكري الروسي في سوريا، بهدف تغلغل ضباط الجيش الروسي في المؤسسات الحكومية والمدنية والعسكرية من جهة، ومن جهة أخرى موازنة النفوذ الإيراني على الأرض بقوة عسكرية مقابلة، يمكن الاعتماد عليها في المعارك مع فصائل المعارضة.
وضم الفيلق بداية مجموعات غير متجانسة من ميليشيات الدفاع الوطني واللجان الشعبية والمتطوعين الذين يرغبون في الحصول على راتب جيد، أو موظفين حكوميين أو فارّين من الخدمة الإلزامية، لكن بعد اتفاقيات المصالحة التي تمت في مناطق عدة من سوريا تم ضم مقاتلي بعض فصائل المعارضة ممن دخلوا في المصالحات إلى الفيلق، فضلاً عن الشبان الملاحقين من أجهزة النظام الأمنية والمطلوبين للتجنيد والذين وجدوا في الفيلق ملاذاً لهم.