كشف مصدر عسكري لموقع تلفزيون سوريا، أنَّ القوات الروسية تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد تنظيم الدولة في البادية السورية، ستكون هي الأوسع ضد التنظيم منذ خسارته الباغوز في آذار عام 2019، وستشمل بوادي محافظات سورية ينشط فيها التنظيم بشكل كبير.
وقال المصدر إن العملية العسكرية الروسية المقبلة، ستشارك قوات تدعمها موسكو في سوريا، واستقدمتها إلى محافظة دير الزور شرقي سوريا، إضافة إلى بلدة السخنة بمحافظة حمص وسط البلاد، وستتكفل تلك القوات بفتح محاور العملية برفقة قوات رسمية روسية، وستشارك طائرات حربية في العملية.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قوات عسكرية وصلت في شهر آذار مارس إلى محافظة دير الزور قادمة من إدلب، واستقرت في معسكر الطلائع، ومطار دير الزور العسكري، موضحاً أن العملية كانت مقررة الأسبوع المقبل، لكنها تأجلت لأسباب مجهولة.
اجتماع بصرى الشام ومشاركة العودة
وحيال العملية المقبلة للقوات الروسية في البادية السورية، والحديث عن مشاركة قوات أحمد العودة في عملية البادية السورية، أوضح الصحفي باسل الغزاوي لموقع تلفزيون سوريا، أنّ عملية البادية طرحت للعلن عقب زيارة أجراها قائد اللواء الثامن في الفيلق الخامس أحمد العودة للأردن في شباط الماضي، إذ طرحت العملية بين المقاتلين الذين تمولهم موسكو في جنوبي سوريا.
وعن تفاصيل المشاركة قال الغزاوي، إن اجتماعا عقد في فندق بصرى الشام الذي هو مقر للواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم روسياً، وقرر من خلاله إرسال قوات عسكرية من اللواء الثامن إلى بلدة السخنة بريف حمص، تحضيراً لعملية عسكرية ضد تنظيم الدولة في المنطقة.
وأضاف الغزاوي، أن رتلا من قوات أحمد العودة خرج أمس من درعا باتجاه بلدة السخنة مؤلفاً من نحو 300 عنصر، مزوّدين بأسلحة ثقيلة، وحافلات، وأن أرتالاً أخرى من الممكن أن تخرج إلى البادية السورية للمشاركة في تلك العملية التي تحضر لها روسيا.
وأوضح الصحفي باسل الغزاوي، أن مشاركة قوات أحمد العودة في معارك ضد تنظيم الدولة لم تكن جديدة إذ سبق لتلك القوات أن شاركت في معارك ضد التنظيم في حوض اليرموك ومنطقة تلول الصفا في بادية السويداء، وكانت المشاركة بدعم مباشر من القوات الروسية التي تشرف وتمول تلك القوات.
ميليشيات إيران رأس حربة
مصادر محلية أكدت لموقع تلفزيون سوريا أن ميليشيات تمولها طهران ستكون حاضرة في العملية العسكرية التي يسعى لها الروس ضد التنظيم في البادية السورية، حيث عقدت ميليشيا حزب الله، وقوات عشائرية اجتماعا في ريف دير الزور، تم من خلاله مناقشة العملية وطرح العدد التقريبي للقوة البشرية التي ستشارك، في حين تكفلت القوات الروسية بتذخير المقاتلين شريطة أن يكون تحت إشراف القيادة المركزية للعملية المقبلة.
ورجح العقيد أحمد حمادة المحلل العسكري، أن العملية العسكرية الروسية جاءت في سياق المنافسة على النفوذ مع إيران في البادية وشرقي سوريا، مشيراً إلى أنّ الغرض العسكري من العملية يكمن في الحفاظ على التوازن في النفوذ أمام إيران، من خلال فرض الهيمنة الكلية على المنطقة.
وأشار حمادة في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن العملية العسكرية جاءت بعد الحديث عن شن الطائرات الروسية بعد غارات روسية على منطقة المثلث بين بادية حماة ودير الزور والرقة تهدف إلى حماية الوجود الروسي ومنع الهجمات على القوات الروسية الموجودة في تدمر ودير الزور والرقة، وأن ما رشح من تصريحات روسية يصب في سياسة الهيمنة، وحماية قواعدهم الموجودة في تدمر ومحافظة دير الزور، وقد تكون العملية في مثلث دير الزور حمص الرقة، كونه المرتع الرئيس لتحركات تنظيم الدولة، لا سيما أن الروس يرون بتحركات التنظيم خطراً على قواتهم العاملة في المنطقة.
ويأتي الاستعداد للعملية الروسية المقبلة في البادية السورية بعد نحو ثمانية أشهر من إطلاق روسيا عملية الصحراء البيضاء ضد تنظيم الدولة، والتي كانت الغاية منها استئصال تنظيم الدولة من البادية السورية، وجاء التحرك الروسي آنذاك عقب مقتل جنرال روسي على يد تنظيم الدولة في آب عام 2020.