أطلقت شركة OpenAI قبل عدة أيام روبوت "ChatGPT Edu"، وهو إصدار جديد من روبوت الدردشة ChatGPT يستند إلى النموذج اللغوي الجديد GPT-4o، وهذا الإصدار مصمم خصوصاً للجامعات لنشر الذكاء الاصطناعي بنحو مسؤول بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين.
يمكن لهذا الإصدار الجديد فهم المواد المرئية والمقاطع الصوتية، وإجراء تحليل متقدم للبيانات، ويتمتع بمزايا أمان وضوابط عالية المستوى، وقد أصبح متاحاً للمؤسسات التعليمية في تاريخ 30 من مايو حسبما أعلنت الشركة على موقعها الرسمي على الإنترنت.
أبرز مزايا روبوت "ChatGPT Edu"
يوفر روبوت "ChatGPT Edu" مجموعة واسعة من المزايا للمؤسسات التعليمية، وأبرزها:
- القدرة العالية على تحليل النصوص، وكتابة الأكواد البرمجية وحل مسائل الرياضيات، وتحليل البيانات الكبيرة، وتلخيص المستندات.
- يسمح هذا الإصدار الجديد بإنشاء روبوتات GPT خاصة ومشاركتها داخل مساحات العمل في الجامعة.
- يدعم ChatGPT Edu حدودًا أعلى للرسائل من الإصدار المجاني من ChatGPT.
- يمتاز ChatGPT Edu بقدرات لغوية مُحسّنة الجودة والسرعة ويدعم عناصر التحكم مثل: أذونات المجموعة (group permissions)، وإدارة GPT.
- مُجهز بعناصر تحكم أمنية وإدارية تناسب المؤسسات التعليمية؛ مما يضمن بيئة آمنة وخاصة للاستخدام التعليمي.
- يدعم أكثر من 50 لغة مختلفة.
- يحافظ على خصوصية البيانات فقد أكدت OpenAI أنها لن تستخدم المحادثات والبيانات لتدريب النماذج اللغوية الخاصة بها.
كيف يعزز "ChatGPT Edu" تجربة التعليم؟
يَعِد "ChatGPT Edu" بتغيير طريقة تعامل المؤسسات التعليمية مع التعلم والإدارة، فقد أشارت OpenAI إلى أنها أطلقت هذا الروبوت بعد النجاح الذي حققته بعض الجامعات مع ChatGPT Enterprise، مثل: جامعة أكسفورد، وكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، وجامعة تكساس، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة كولومبيا.
وأشارت OpenAI إلى أن العديد من الجامعات قد وجدوا طرقاً مبتكرة لاستخدام ChatGPT لتحسين تجربة التعليم، على سبيل المثال: في جامعة كولومبيا، يستخدم فريق البروفيسورة (Nabila El-Bassel) روبوت GPT مخصص لتحليل مجموعات البيانات الكبيرة بسرعة؛ مما يسرّع الأبحاث حول الإستراتيجيات المجتمعية للحد من الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة.
وفي كلية وارتون، استخدم طلاب البروفيسور (Ethan Mollick) روبوت GPT مخصص دُرّب على مواد تعليمية معينة لمناقشته في المعلومات المدّرب عليها؛ مما أدى إلى تعميق فهمهم وتفاعلهم مع محتوى المواد.
وتعمل الأستاذة المساعدة (Christiane Reves) في جامعة ولاية أريزونا على تطوير روبوت Language Buddies GPT مخصص لمساعدة الطلاب في ممارسة المحادثات الألمانية، وتوفير تعليقات مخصصة لتحسين تجربة تعلم اللغة الألمانية وتوفير وقت أعضاء هيئة التدريس في إجراء التقييمات.
وعلى مايبدو فإن تبني الذكاء الاصطناعي في التعليم يساعد في تحسين أساليب التعليم وجعلها أكثر فعالية، ويُسهل العمليات الإدارية، ويُعزز القدرات البحثية. فهو يسمح للمعلمين بالتركيز بنحو أكبر في التفكير النقدي والإبداع بينما يتعامل الذكاء الاصطناعي مع المهام المتكررة وتحليل البيانات. وبالنسبة للطلاب، يقدم الذكاء الاصطناعي تجارب تعليمية ودعماً مخصصاً؛ مما يساعدهم في تحقيق أهدافهم الأكاديمية بنحو أكثر كفاءة.
ويؤكد إطلاق "ChatGPT Edu" على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في التعليم. ومن خلال تمكين الجامعات من تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي، تُسهّل شركة OpenAI التحول نحو بيئات تعليمية أكثر كفاءة وإبداعاً وتخصيصاً. ولا تقتصر هذه الخطوة على إدماج التكنولوجيا المتطورة في البيئة التعليمية وحسب، بل يتعلق الأمر بإعادة هيكلة الطرق التعليمية لإعداد الطلاب بنحو أفضل للمستقبل حيث سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً أساسياً.
ويُعدّ إطلاق "ChatGPT Edu" خطوة مهمة نحو هذا المستقبل، حيث تزود OpenAI المؤسسات التعليمية بالأدوات التي تحتاج إليها للبقاء في المقدمة في عالم رقمي سريع التطور؛ إذ من المهم أن يحتضن التعليم الذكاء الاصطناعي حتى يكون الجيل الجديد مستعد للتطورات التكنولوجية المستقبلية.
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية