بعد رفض طباعتها من قبل العديد من دور النشر العربية في أكثر من دولة عربية وأوروبية، حيث اشترطت تغيير أسماء شخصياتها الحقيقية الواردة داخل الرواية وأدوارها المباشرة في أحداث الثورة السورية؛ صدرت أخيراً رواية "حارس الرئيس"، للكاتب السوري "محمد عبد الستار إبراهيم"، عن دار "مكتبة الأزبكية" في العاصمة الأردنية عمان.
تدور تفاصيل الرواية حول حياة ضابط في جيش النظام، منذ نشأته الأولى في الساحل السوري وصولاً إلى تخرجه من الكلية العسكرية والتحاقه بالجيش، وفرزه للخدمة داخل صفوف الحرس الجمهوري وخدمته بعدها بسنوات كضابط في الحرس الرئاسي.
اقرأ أيضاً: هل لعبت الرواية السورية دوراً في الثورة؟
ينقل الضابط أبرز ما حدث ويحدث داخل أروقة وكواليس جيش نظام الأسد، من تجاوزات تقوم عليها حياة العسكر، كما ينقل الكاتب على لسان الضابط/ بطل الرواية، قصة حدثت أثناء دفن "باسل الأسد" في العام 1994، وما تخللها من مناوشات بين أركان عائلة رئيس النظام آنذاك.
وكأحد الشهود على انطلاق الثورة، في منتصف آذار 2011، نتعرف من خلال الضابط إلى أهم ما كان يدور في القصر الرئاسي، وما شاهده وسمعه من صدور قرارات ومن صراعات داخل النظام وخارجه.
اقرأ أيضاً: الأدب النسوي السوري.. انكفاء الشعر وسيطرة الرواية الوثائقية
عند ذلك، يخوض بطل الرواية صراعاً، بين ولائه الشديد للنظام الذي خدمه طوال سنوات طويلة بالإضافة إلى قربه من رئيس النظام، وبين عقله وضميره اللذين يدفعانه إلى البحث عن قرار وحلّ لهذا الصراع. أثناء ذلك يتّجه الضابط لزيارة معتقل صيدنايا (المسلخ البشري)، وفرع (الخطيب)، للقاء المعتقلات والمعتقلين، ليشاهد بأم عينه التجاوزات والانتهاكات، وليتفاجأ بصد رئيس النظام لأي حل يعرضه عليه.
اقرأ أيضاً: رواية "سلّم إلى السماء" لابتسام تريسي.. الحبّ في زمن التوحّش
ينحدر الكاتب من مدينة عامودا في محافظة الحسكة، ويقيم في المملكة الأردنية الهاشمية منذ 17 عاماً، وله العديد من المؤلفات، كان آخرها رواية "قصة حب في قلب معركة" 2018، تناول من خلالها انتفاضة الأكراد السوريين ضد نظام الأسد، بمدينة القامشلي في العام 2004.
تتوزع فصول رواية "حارس الرئيس" الـ20 على 295 صفحة من القطع المتوسط، وعن الرواية يقول إبراهيم: "لقد خطت هذه الرواية بحرقة في داخلي، وأنا أعود في الأحداث إلى تلك البدايات الجميلة، مروراً بكل المصاعب والآلام والانتكاسات التي لحقت بالثورة، والخذلان الذي بدأ ممن تولوا دفة قيادتها من السياسيين والعسكريين.
هذه الرواية لا تمثل الثورة السورية، لأن الثورة أكبر وأعظم من أن يكتب عنها أي أحد، فالتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء والجرحى والمعتقلون والمعتقلات، واللاجئون واللاجئات، أعمق من كل ما كتب وسيُكتب".