كانت النيوزيلندية حنا جوردان تقيم وتعمل في دبي، لذلك لم تطق صبراً على انتظار يوم اللغة العربية في مكتبة وانغيري بنيوزيلندا، ليس فقط لتطلع على المزيد من الأمور التي تتعلق بتلك اللغة، بل لتستمتع أيضاً بالأطباق والقهوة العربية.
اصطحبت حنا التي تعمل في مجال التجميل شقيقتها شانون إلى المكتبة العامة يوم السبت الماضي، حيث أخذ سهيل موسى وزوجته جيهان مصطفى، وهما ناطقان بالعربية، يعلمان الناس كيف يكتبون أسماءهم باللغة العربية إلى جانب تعليمهم بعض العبارات العربية البسيطة.
يتم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية رسمياً يوم 18 كانون الأول، إلا أن موسى ذكر بأنه قرر هو وزوجته أن يحتفلا بهذه المناسبة يوم السبت بما أن معظم الناس يخرجون ويقصدون المكتبة التي تفتح أبوابها في هذا اليوم لاستقبالهم.
عملت حنا في دبي لمدة شهرين، ولهذا تخبرنا بأنها رغبت بأن تعود إلى هناك بعد أن تكتسب معرفة واسعة باللغة العربية وتاريخها، حيث تقول: "أحب اللغة العربية لأنها جميلة، وقد تعرفت على أسبوع اللغة العربية من خلال صديقة لي، فتحرقت شوقاً للقدوم لأطلع على المزيد عنها، ولأكتشف المزيد عن الجالية العربية في نيوزيلندا.
اكتشفت حنا بأن كتابة اسمها بالعربية أسهل مما تصورت، كما أشادت بالجهود التي بذلها موسى وزوجته ضمن هذه المبادرة. في حين وجدت شقيقتها شانون غرابة في الكتابة بالعربية، إحدى اللغات السامية، لأنها تكتب من اليمين إلى اليسار، حيث قالت: "استطعت فقط أن أكتب اسمي بالعربية، لكن بدت لي الحروف متشابهة.. أتوق لتعلم هذه اللغة على يد معلمين ودودين".
يخبرنا موسى بأن الإقبال على المكتبة في هذا اليوم كان كبيراً، لاسيما خلال القسم الأول من المحاضرة التي قدمها، بما أن البعض مهتم بالفعل بحضور دروس حول اللغة العربية، وعن ذلك يقول: "لقد أبدوا اهتماماً بتعلم كتابة أسمائهم بالعربية، إلى جانب حفظ بعض العبارات، وقد لاحظوا بأننا نكتب من اليمين إلى اليسار، وبأن شكل الحروف يتغير عندما نصلها ببعضها، ثم تحدثنا عن الطعام، بما أن بعض النيوزيلنديين قد سافروا إلى الشرق الأوسط وعملوا هناك، ولهذا مباشرة لدى سماعهم بتخصيص يوم للغة العربية، سارعوا بالقدوم إلى هنا".
فقد أتت إحدى الأمهات التي قرأت عن تلك المناسبة عبر فيس بوك إلى المكتبة وطلبت من القائمين أن يعلموها كيف تكتب اسم زوجها بالعربية.
على الرغم من أن المعلمين قد ضحوا بوقتهم، إلا أن أحد المدرسين في الثانوية أخبرنا بأنه أحس بالسعادة هو وزوجته بعد المساهمة التي قدمها للناس حول تعلم اللغة العربية.
ويخبرنا زميله الأستاذ ستيفن آتكنسون الذي حضر إلى المكتبة في ذلك اليوم بأنه أعجب بما رآه، ولهذا يقول: "أعجبني شكل الحروف العربية، إذ وجدتها جذابة للغاية، كما أن الأجواء هنا بعيدة عن السلبية، مما يسهل الأمر بالنسبة للحضور، ولقد قدم القائمون لنا بعض المعلومات التي تعتبر حقائق أساسية عبر كتابتها على السبورة".
يذكر أن هذا الأستاذ زار قبل بضع سنوات دولاً ناطقة بالعربية وهي المغرب وسوريا والأردن.
يتحدث باللغة العربية أكثر من 400 مليون إنسان في مختلف بقاع العالم، وهي من اللغات الرسمية المعتمدة لدى الأمم المتحدة، وقد وصل عمرها اليوم لـ 1500 سنة على أقل تقدير.
المصدر: The Northern Advocate