تشهد الأسواق التجارية شمال غربي سوريا ركوداً اقتصادياً مع بداية شهر رمضان المبارك، والحركة الشرائية محدودة بشكل واضح في غالبية أسواق الشمال نتيجة تردي الأوضاع المعيشية.
إضافة إلى ارتفاع أسعار غالبية السلع الغذائية والمواد التموينية في ظل تدني مستوى الدخل والأجور لدى السوريين.
يقول محمد جاسم، صاحب محل مواد غذائية في مدينة اعزاز، عادة في رمضان تكون أسواق المدينة مكتظة و"لا تجد لك محط رجل"، ولكنها اليوم مثلها مثل الأيام العادية.
ويضيف محمد، الناس لم يعد لديها ما يكفي من النقود وإن فرص العمل قليلة والأجور متدنية ما انعكس على الناس جميعا في المنطقة.
بدورها، أم خليل، تقول رمضان هذا العام لن يكون مثل سابقه فأوضاعنا صعبة، كنا سابقاً نشتري أنواعاً عديدة من المعلبات والأجبان والزيتون وغيرها.
وتضيف، أما اليوم تخليتُ عن شراء الكثير من الحاجيات الضرورية لاستقبال شهر الصيام، وأقتصر التجهيز لرمضان على شراء الأساسيات فقط ما يعني أن موائدنا في الإفطار لن تكون متنوعة مثل كل عام.
الزلزال يضاعف معاناة الأهالي
في سياق متصل، كان للزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي غربي سوريا في 6 من شباط/فبراير الماضي، تأثير على الظروف المعيشية وزادها سوءاً.
ساهمت تداعيات الزلزال في ارتفاع أسعار السلع الغذائية نتيجة قيام المنظمات بشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية وتوزيعها كسلل للمتضررين من الزلزال، فضلاً عن شراء منظمات أخرى المواد الغذائية وتخزينها لتوزيعها في شهر رمضان.
إقبال المنظمات أدى إلى نفاذ السلع في الأسواق وبالتالي ارتفاع أسعارها وتكاليف استيرادها نتيجة الزلزال الذي دمر العديد من الطرق في تركيا وهي المنفذ التجاري الأبرز لشمالي سوريا.
في غضون ذلك، وصفت الأمم المتحدة الوضع في سوريا بالكارثي، وقال برنامج الأغذية العالمي إن نحو 12.1 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعل سوريا من بين البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.