تواصل أسعار اللحوم الحمراء الارتفاع في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، منذ قرار "الإدارة الذاتية" بتمديد فترة منع تصدير المواشي إلى خارج مناطق سيطرتها.
ونصّ القرار في 4 من آذار الفائت على تمديد إيقاف تصدير المواشي من الخراف والأبقار والعجول حتى إشعار آخر، واستثنى القرار تجارة "الترانزيت".
وارتفعت أسعار اللحوم في محافظة الحسكة من 38 ألف ل.س للكيلو غرام الواحد إلى 60 ألف ل.س خلال أقل من شهر بنسبة ارتفاع تجاوزت 40%.
كيف ساهم القرار بارتفاع أسعار الماشية في الحسكة؟
وقال سلطان البكاري مربي ماشية من ريف الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "قرار تمديد منع التصدير ساهم في ارتفاع أسعار الماشية من جراء ارتفاع تكاليف العلف والأدوية واختلاف الأسعار بين الأسواق المحلية والخارجية (العراق ودول الخليج).
وأوضح البكاري أن "سعر الخروف الذي كان يتم تصديره للخارج يتجاوز المليون ل.س (130$ تقريبا) وهذا رقم كبير بالنسبة لمواطني المنطقة".
ويمتنع المربون عن بيع مواشيهم بأسعار "رخيصة" في الأسواق المحلية بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدوها خلال الفترة الماضية من جراء شرائهم الأعلاف بأسعار مرتفعة إثر قلة الأمطار.
ووسط توفر المرعى مع هطول الأمطار مؤخراً، يفضل العديد من التجار الاحتفاظ بمواشيهم على أمل السماح بالتصدير مع قرب عيد الفطر بحسب ما أوضحه البكاري.
"الإدارة الذاتية".. محاولة فاشلة لضبط أسعار اللحوم
حددت هيئة الاقتصاد في "الإدارة الذاتية" في تعميم أواخر شهر آذار الفائت، 50 ألف ليرة سورية كحد أعلى لسعر الكيلوغرام الواحد من اللحوم الحمراء في محاولة لضبط الارتفاع المستمر لأسعار اللحوم.
وحذرت هيئة الاقتصاد البائعين من مخالفة بنود التعميم بدءا من 3 من نيسان الجاري، تحت طائلة مصادرة اللحوم وتغريم المخالف بثلاثة أضعاف قيمتها.
ومع دخول القرار حيز التنفيذ أضرب غالبية أصحاب محال اللحوم الحمراء لعدة أيام في محافظة الحسكة احتجاجاً على تحديد سقف سعر البيع بـ "50 ألف ل.س".
وقال لحام من مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر اسمه) إن "سعر الكيلو غرام الواحد من اللحم في المسلخ (جملة) يتراوح بين 52 و 56 ألف ل.س وفق نوع اللحم إذ كان لخاروف أو عجل وبحسب جودته".
وأوضح أن "الإدارة الذاتية إذ كانت تريد خفض أسعار اللحوم فعليها أولاً توفير الدعم لمربي الماشية من علف وأدوية بأسعار جيدة وتشجيعهم على زيادة رؤوس مواشيهم لتغطية حاجة السوق من اللحوم بأسعار مقبولة".
وأغلق اللحام محله في مدينة القامشلي منذ قرابة أسبوع خشية تعرضه لمخالفات مالية من قبل لجان الرقابة في الإدارة الذاتية.
ويقول إن "البيع بالسعر المحدد من قبل الإدارة الذاتية يعني شراء مواشي مريضة وبيع لحوم غير صالحة للاستهلاك البشري أو تكبدنا لخسائر مالية بشكل يومي".
وإلى جانب ما ذكر، يستمر العديد من اللحامين في المنطقة بإغلاق محالهم لغاية تراجع الإدارة الذاتية عن قرارها أو توفير اللحم من المصدر "المسالخ" بأسعار معقولة بحسب وصفهم.
لا التزام بالتسعيرة ولا إجراءات بحق المخالفين
اشترى سمير الحسن صباح الأحد كيلوغرامين من لحم الخاروف بسعر 130 ألف ل.س من أحد محال اللحوم "المعروفة" في مدينة القامشلي.
ويقول سمير "منذ سنوات وأنا اشتري اللحم من هذا المحل كونه يتميز بالجودة والنظافة ولكن الأسعار ارتفعت مؤخراً بشكل كبير واللحامين يرفضون الالتزام بالتسعيرة المحددة بـ 50 ألف ل.س".
جاب سمير قبل يومين عدة محال لبيع اللحوم في المدينة على أمل أن يجد تنافسا في الأسعار، موضحا أن "البعض كان يمتنع عن البيع لي لأني غير معروف بالنسبة لهم (لست زبونهم) ويخشون من تقديم شكوى بحقهم وأما البقية كانوا يبيعون الكيلو غرام الواحد بسعر 60 ألف ل.س".
من جانبه قال "لحام" فضل عدم الكشف عن اسمه إن "لجان التموين غير قادرة على فرض المخالفات على أصحاب محال اللحوم لأن الأسعار مرتفعة من المصدر في أسواق الماشية والمسالخ التي تشرف عليها الإدارة الذاتية بنفسها".
وتراجع الإقبال على شراء المواشي واللحوم بنسبة كبيرة في محافظة الحسكة منذ ارتفاع الأسعار بشكل كبير مع حلول شهر رمضان المبارك.