بينما لا تزال شوارع العاصمة دمشق مظلمة، ولا يزال واقع الكهرباء من سيئ إلى أسوأ وبساعات تقنين غير منتظمة، إضافةً إلى عدم قدرة كثير من السكان على تركيب منظومة طاقة شمسية لأسباب مختلفة، انتشرت مولدات الأمبيرات وسط دمشق باشتراكات للقطاع السكني رغم منع محافظة دمشق ذلك وتأكيدها على عزمها معاقبة أصحاب المولدات في حال قاموا بتأمين الكهرباء للمنازل.
بفاتورة نظامية وساعة (عداد) وخط كهرباء يتم مده في وضح النهار، استطاعت العديد من المنازل في مناطق قرب الجسر الأبيض وساحة المزرعة والشهبندر، إضافةً إلى محيط شارع الثورة وغيرها من مناطق وسط دمشق، الاشتراك بنظام الأمبيرات المحظور على القطاع السكني. ويقول أحد العاملين لصالح مولدة بدمشق لموقع تلفزيون سوريا، إن الطلب من القطاع السكني يزداد والخطوط بدأت تتوسع وتنتشر وسط العاصمة لكن من دون ترخيص رسمي.
ويضيف العامل، أنه بحجة اشتراك أصحاب الفعاليات التجارية، نمد خطوطا للمنازل ونقوم بتغذيتها بالكهرباء من الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 12 ليلاً فقط، مشيراً إلى أن كلفة الاشتراك بالمولدة لديهم 1.5 مليون ليرة سورية تتضمن الساعة والكبل والقواطع تدفع لمرة واحدة وتسترد عند إلغاء الاشتراك، وقد تزيد الكلفة كلما كانت المسافة أبعد لأنها تتطلب كابلات أطول.
لا يخلو من التلاعب
لا تختلف كلفة بدء الاشتراك بالأمبيرات بدمشق كثيراً بين حي وآخر، لكن ثمن الكيلو الواط الساعي يختلف اختلافاً كبيراً بين المناطق، حيث يصل إلى 14,500 ليرة في أحياء الميسات والمزرعة والشهبندر، ويرتفع إلى 16 ألف في شارع الثورة، ويزيد إلى 17 ألف قرب الأسواق مثل الصالحية.
وسطياً لتشغيل براد مع إنارة ومراوح وراوتر وشاشة يحتاج الشخص للاشتراك بنظام 10 كيلو واط ساعي أسبوعياً وهو أقل شريحة يمكن الاشتراك بها، حيث يحدد نظام الدفع في دمشق بالنظام الأسبوعي، لكن أكثر من مشترك أكد للموقع أنه رغم ثبات الاستهلاك أسبوعياً من قبلهم فإن قراءة المؤشر تختلف من أسبوع لآخر فقد ترتفع الفاتورة بشكل غير منطقي لأسباب غير معروفة، وعند مراجعة المعنيين بالاشتراكات يؤكدون أن قراءتهم سليمة والخلل من المشتركين أنفسهم الذين يستهلكون بلا انضباط، وقد سبب هذا الأمر بعض الخلافات بين المشتركين وأصحاب المولدات.
طاقة شمسية أم أمبيرات؟
باشتراك الـ10 كيلو واط سيتراوح الإنفاق الشهري على الأمبيرات بين 580 ألف ليرة و680 ألف ليرة، في حين يحتاج الشخص الذي يريد تركيب منظومة طاقة شمسية (إن كان يمتلك مكاناً لتركيبها) قادرة على تشغيل براد مع إنارة وشاشة وراوتر ومراوح، 3 ألواح طاقة وإنفيرتر 3000 واط وقواعد للألواح وبطارية 200 أمبير ولوحة قواطع وحمايات وكابلات للتمديد بكلفة قد تصل إلى أكثر من 20 مليون ليرة وهو مبلغ قد لا يكون متوفرا مع الغالبية العظمى وخاصةً أنها ستدفع دفعة واحدة.
"مبلغ الـ20 مليون ليرة يعني الاشتراك بنظام الأمبيرات لسنتين ونصف إلى سنتين و9 أشهر تقريباً، وغالباً بهذه المدة قد تكون البطارية الخاصة بمنظومة الطاقة الشمسية باتت بحاجة إلى تبديل ما يعني دفع نحو 5 ملايين ليرة، لذلك أرى أن الاشتراك بنظام الأمبيرات أفضل وأوفر بالنسبة لي"، وفقاً لأحد المشتركين في منطقة المزرعة بدمشق.
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا "بدلاً من دفع الـ20 مليون ليرة أو أكثر، أقوم بتشغيل هذا المبلغ في تجارتي، وهذا أفضل لي، لكن ذلك لا يعني أن أصحاب المولدات غير جشعين وطماعين ويأخذون مبالغ ضخمة بشكل أسبوعي". مؤكداً أن سكنه في الطابق الثاني وعدم وجود حصة له في السطح، منعه أصلاً من تركيب أي منظومة طاقة شمسية، وأنه وجد بالأمبيرات ملاذه.
عقوبة على أمبيرات المنازل
وفي كانون الثاني بداية العام، كشفت "محافظة دمشق" عن منحها أكثر من 20 مستثمراً رخصَ تركيب أمبيرات ضمن الأسواق والفعاليات التجارية، نافية ما أشيع حول تركيبها ضمن المنازل والأحياء السكنية، وقال عضو المكتب التنفيذي لقطاع الأملاك في "محافظة دمشق" مجد حلاق، إن الأمبيرات "مخصصة للفعاليات التجارية فقط ولا علاقة للمنازل بها. وأي شكوى تصلنا بتركيب أمبيرات في المنازل سنعمل على إزالتها فوراً ونفرض عقوبة بحق المخالف".
بدوره، أوضح مدير الإنارة في محافظة دمشق وسام محمد في حديث سابق له، أن "المحافظة لا تتدخل بموضوع الأسعار فهي لا تبيع كهرباء للناس ولا تأخذ نسبة من المتعهد"، مشيراً إلى أن "دور المحافظة يتركز على الكشف عن المكان الذي سيضع فيه المستثمر المولدة وحساب المساحة مثلاً 10 أمتار مربعة أو 20 متراً ويتم تسعير ضريبة الإشغال بعدها على أساس (المتر/ اليوم) من قبل مديرية الأملاك تحت بند (إشغال أملاك عامة)".