أصدر رئيس النظام في سوريا بشار الأسد القانون رقم /16/ للعام 2022 لتجريم التعذيب رغم مقتل 14 ألف سوري في سجونه منذ اندلاع الثورة السورية.
وادعت صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية، أن "العقوبات تدرجت في نص القانون وفقاً لخطورة العمل الجُرمي، حيث تصل إلى الإعدام إذا نجم عن التعذيب موتُ إنسان، أو تمّ الاعتداء عليه بالاغتصاب، أو الفحشاء في أثناء التعذيب، في حين تكون العقوبة السجن المؤبّد إذا وقع التعذيب على طفلٍ، أو شخصٍ ذي إعاقة، أو نتجت عنه عاهة دائمة".
وبحسب الصفحة "يعاقب بالسجن لمدة 8 سنوات على الأقل كلّ مَن ارتكب عملية تعذيبٍ، أو شارك فيها، أو حرّض عليها سواء كانت للحصول على اعترافٍ، أو تحقيقاً لمآرب شخصيةٍ، أو ماديةٍ، أو سياسيةٍ، أو بقصد الثأر، أو الانتقام، وبالسجن عشر سنواتٍ على الأقل لكلّ مَن ارتكب التعذيب بحق موظفٍ بسبب ممارسته لمهامه".
وينصّ القانون على اتّخاذ التدابير الكفيلة بضمان الحق في تقديم الشكاوى أو الإبلاغ عن التعذيب، وتوفير الحماية لمقدّم الشكوى، أو الإبلاغ عن الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون، والحفاظ على السريّة، وحماية الشهود والخبراء وأفراد أُسرهم.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن ما لا يقل عن 14 ألفاً و360 مواطناً سورياً قضوا تحت التعذيب في السجون التابعة لقوات النظام السوري، بينما ما يزال نحو 131 ألفاً و 469 شخصاً قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في السجون التابعة لقوات النظام.
النظام يعذب المعتقلين بـ 72 أسلوباً مختلفاً
كما وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير، 72 أسلوبَ تعذيبٍ ما يزال نظام الأسد يستخدمها في سجونه ومعتقلاته ومراكز الاحتجاز والمشافي العسكرية التابعة له.
وقالت الشبكة في تقريرها: إن ما لا يقل عن (1.2 مليون مواطن سوري) على الأقل، قد مرَّ بتجربة اعتقال في سجون النظام، منذ اندلاع الثورة في سوريا، شهر آذار 2011.
ووفقاً لتقرير الشبكة، فقد تعدَّدت أنماط التعذيب التي استخدمتها قوات النظام داخل مراكز الاحتجاز التابعة لها، ومورست بشكل واسع حتى لا يكاد يوجد معتقل ناجٍ لم يتعرض لأحد هذه الأساليب أو لعدد منها معاً.
وصنَّف التقرير أنماط التعذيب ضمن سبعة محاور أساسية، يتفرع عن كل نوع عدة أساليب ثانوية بما يُشكِّل مجموعه (72 أسلوب تعذيب) متَّبعاً من قبل قوات النظام بحق المحتجزين، مشيراً إلى إمكانية وجود أساليب أخرى لم يتم التَّعرف إليها وتوثيقها، مؤكّداً أن المعتقل قد يتعرض إلى أساليب تعذيب متنوعة وعديدة خلال جلسة تعذيب واحدة.
أنماط التعذيب في معتقلات النظام
وأنماط التعذيب الرئيسة هي "التعذيب الجسدي" ويضم 39 أسلوباً والإهمال الصحي وظروف الاحتجاز ويتضمن 6 أساليب، و"العنف الجنسي" يضم 8 أساليب، و"التعذيب النفسي وإهانة الكرامة الإنسانية" ويضم 8 أساليب و"التعذيب في المشافي العسكرية" وتضمَّن 9 أساليب، إضافة إلى أعمال السخرة وظاهرة الفصل.
ويعمل نظام الأسد بشكل ممنهج على تصفية المعارضين والمنشقّين عنه والمقاتلين السابقين في الجيش الحر من الذين أجروا "تسوية ومصالحة" معه، آخرها ما شهدته درعا وغوطة دمشق الشرقية وريف حمص من مقتل شبّان "تحت التعذيب"، اعتقلهم النظام بعد أن سلّموا أنفسهم له بناء على "تسوية".