أعلن مكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أن رئيس الوزراء سيحضر حفل تنصيب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم السبت، رغم العلاقات التارخية المتوترة بين البلدين.
وقال المكتب في بيان إن "أرمينيا تلقت دعوة لحضور حفل تنصيب الرئيس رجب طيب إردوغان"، وأضاف أن "رئيس الوزراء نيكول باشينيان سيتوجه إلى أنقرة في الثالث من يونيو (حزيران) لحضور الحفل"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان باشينيان قد هنأ الرئيس التركي في تغريدة على تويتر عقب فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، معبرا عن تطلعه للعمل على تطبيع العلاقات بين البلدين بشكل كامل.
Congratulations to President @RTErdogan on his re-election. Looking forward to continuing working together towards full normalisation of relations between our countries.
— Nikol Pashinyan (@NikolPashinyan) May 28, 2023
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين أرمينيا وتركيا متوقفة، وحدودهما المشتركة مغلقة منذ تسعينيات القرن الماضي.
والعلاقات بين أنقرة وبرفان متوترة تاريخيا، على خلفية ادعاء أرمينيا بوقوع "مجزرة" إبان حكم السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وهو ما ترفضه أنقرة، يضاف إلى ذلك دعم تركيا لأذربيجان الخصم التاريخي لأرمينيا.
قره باغ والطريق نحو التهدئة
وعقب انتهاء معارك "قره باغ" لصالح أذربيجان، شهدت العلاقات التركية الأرمينية اتجاهاً نحو التهدئة ومن ثم التقارب، تجسد ذلك في تصريحات الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان الذي أشار إلى إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين أنقرة ويريفان. بحسب وكالة الأناضول.
وفي خطاب ألقاه أردوغان أمام أعضاء البرلمان الأذربيجاني بالعاصمة باكو في حزيران 2021، أفاد أن الاستقرار والسلام في القوقاز لن يعودا بالفائدة على أذربيجان فحسب بل على أرمينيا ودول المنطقة والعالم بأسره.
وفي كلمة أخرى له يوم 25 من آب 2021، قال أردوغان إن "هناك فرصة جديدة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، بعد تحرير إقليم قره باغ، مبيناً أن تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة في حال اغتنمت أرمينيا هذه الفرصة".
بدوره، رحب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في أيلول 2021، بتصريحات أردوغان، مبيناً أن بلاده مستعدة للتشاور مع تركيا حول تطبيع العلاقات وإعادة فتح الطرق البرية والخطوط الحديدية بين البلدين.
الحرب الأذرية الأرمينية 2020
وفي عام 2020 دخلت أذربيجان حرباً ضد أرمينيا استمرت 45 يوما، من 27 من أيلول إلى 10 من تشرين الثاني، تمكنت أذربيجان خلالها من السيطرة على محافظات فضولي، وجبرائيل، وزنكيلان، وقوبادلي الموجودة خارج إقليم "قره باغ" والمحاذية للحدود مع إيران، إضافة إلى محافظتي هدروت وشوشة (ذات الأهمية الاستراتيجية) وأجزاء من خوجاوند داخل إقليم قره باغ، أي ما يعادل نحو 70 في المئة من الأراضي المحتلة.
وأسفر النزاع في "قره باغ" عن مقتل ما لا يقلّ عن 1500 شخص وفقاً لإحصائيات أرمينية، وشهدت أيام الحرب تبادلاً للاتهامات بين الجانبين باستخدام مرتزقة من بلدان الشرق الأوسط واستهدفاً للمدنيين.