قالت رغد صدام حسين إن فترة محاكمة والدها ووجوده داخل السجن، كان من أصعب المراحل التي مرت عليها، وليس أصعب منها سوى "روحة الوطن" بحسب تعبيرها.
جاء ذلك في لقاء أجرته قناة "العربية"، اليوم الإثنين، مع الابنة الكبرى للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كشفت فيها أنها توجهت في بداية الغزو الأميركي للعراق (آذار 2003) إلى سوريا، لتستقر فيها فترة قصيرة قبل انتقالها للإقامة في الأردن.
وأوضحت رغد أن مرحلة الدفاع عن والدها خلال محاكمته، لنحو 3 سنوات، "لم تكن سهلة أبداً، وكانت من أصعب المراحل، لأن الرئيس صدام حسن كان شخصية استثنائية، كرئيس وكرجل"، مضيفة أن فترة المحاكمة ووجوده داخل السجن كان من أصعب المراحل التي مرت على حياتي، وليس أصعب منها سوى خسارة الوطن".
وأضافت أن وضع العراق بعد الاحتلال "ليس سرّاً على أحد، وهو واضح أمام كل العالم، فالعراقيين تحملوا وما زالوا يتحملون الكثير".
شاهد: صدام حسين يثير الجدل بين الكويت والأردن
وقالت رغد في إجابة على سؤال حول إذا كان وضع العراق أفضل خلال حكم الرئيس صدام حسين: "شهادتي تبقى مجروحة كوني ابنة صدام، ولكن أستطيع أن أقول نعم، لأني أسمع الكثير من العراقيين أن زمان والدي كان وقت عزّ وتقدير عالٍ، وكان البلد مستقراً وغنياً وخيراته كثيرة، ولا يتجرأ أحد على إهانة أي عراقي".
وأردفت أن الناس كانوا يعيشون بأمان رغم كل ما تعرّض له العراق خلال الفترة السابقة للغزو، مشيرة إلى أن كل من يتطاول على مواطن كان يُحاسب "وأحياناً بصورة قاسية" من قبل السلطة.
العراق بعد الغزو الأميركي
وفي ردّ آخر على سؤال تناول الحالة الأمنية القمعية التي كانت تُمارس على العراقيين خلال حكم والدها، وما تخلله من غياب لـ الحرية، قالت رغد للمحاور: "إن كنت تقصد الحرية التي جلبها الغزو الأميركي إلى العراق، فباعتقادي العراقيون هم من سيجيبون على سؤالك وليس أنا".
وأشارت إلى أن الشعب العراقي يعاني اليوم من القتل والاضطهاد والتصفيات، في الوقت الذي كان يعيش خلال حكم صدام حسين في حالة "أقرب إلى الطبيعية، بنسبة 80% ولن أقول 100%" مضيفة أن "من يعيش في بلد ثري وذو سيادة ورئيسه صدام حسين، عليه أن يختار بين مقياس الحرية (المزيفة والمغلّفة بالقتل والأسلحة والدمار في الوقت الحالي) وبين أن يعيش في العراق خلال زمن صدام".
وأوضحت أن الحالة الاستثنائية للعراق، هي التي فرضت مرحلة حكم صدام حسين، معتبرة أن "العراق ليس بلداً عادياً، لا من حيث موقعه ولا في قوته العسكرية ولا في قدرته على اتخاذ القرار وشدته، لأنه ميزان المنطقة والبوابة الشرقية لها. فليس من السهولة العيش برخاء كما يريد الآخرون".
وأكّدت أن صدام حسين "لم يكن عاشقاً للحروب كما تم تصويره، وإنما كان يجبر على اتخاذ القرار أمام نفسه وأمام مسؤولياته الأخلاقية تجاه بلده".
التدخل الإيراني
وعن إيران، قالت رغد إنها "استباحت العراق بعد غياب السلطة الحقيقية والشرعية، وصار محطّاً سهلاً لها، لعدم وجود رادع حقيقي لها".
وأكّدت على أن التخلّص من الخطر الإيراني ليس صعباً أبداً "حين يكون الردع حقيقياً من أصحاب القرار (الكبار) أياً كانوا، بشرط عدم تغييب الدور العراقي عن الساحة، لأن الدول لا يديرها إلا (راعيها)" بحسب وصفها.
دور سياسي
وحول سؤال عن دور سياسي ممكن أن تلعبه رغد صدام حسين بحسب منشوراتها وتصريحاتها، أجابت بأن البلد هو بلدها، وبأنها عراقية، وحين تصوّر نفسها بهذه الصورة، فهذا "مو غلط".