رصد كائنات بحرية غريبة في سواحل سوريا بعضها يؤدي إلى الموت

بدأت الشواطئ السورية خلال الأعوام الثمانية الماضية، بجذب أنواع متعددة من الكائنات البحرية غير المعروفة سابقاً، والتي قد يؤدي لمسها أو لسعها إلى تهيج الجلد وفي أسوأ الأحوال إلى توقف عضلة القلب.

ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام عن الأستاذة في قسم البيولوجيا البحرية في المعهد العالي للبحوث البحرية بجامعة تشرين ازدهار عمار، قولها إنه تم رصد أنواع من الـ "القراصيات" على المستندات الصخرية في شواطئ الساحل السوري.

وأشارت إلى ضرورة الابتعاد عنها، وتجنب ملامستها لكونها تحتوي على عضيات سامة في نهايات اللوامس المتلونة باللون البنفسجي، ويسبب سمها تهيج الجلد وانحلال الخلايا.

وأضافت أن الكثير من رواد الشاطئ يعتقدون أنها نباتات، إلا أنها حيوانات لاسعة تتميز بلونها الأخضر الناجم عن تعايش أنواع من الطحالب المجهرية معها، ويطلق عليها اسم "القرّيص" في إسبانيا، ويؤكل بعد نقعه بالخل وتتبيله بالطحين والبيض وقليه بزيت الزيتون (مقرمشات).

كما حذرت ازدهار من نزع أو ملامسة سمكة "بخاخات الماء"، والتي تتسبب بالحساسية، حيث قالت: "رواد الشاطئ، وخاصة الأطفال يقومون بالإمساك ببخاخات المياه والضغط عليها للاستمتاع بالمياه التي تنبعث منها كـ "النافورة"، من دون علمهم بأن المياه الصادرة عنها تحمل مادة سمية تؤدي إلى تهيج الجلد وأحياناً إلى حرق كيميائي شبيه بلسعة قنديل البحر".

وشددت على ضرورة الحذر أيضاً من الدوس على قنفذ البحر طويل الأشواك أو لمسه باليد مباشرة، مشيرةً إلى أن أشواكه التي يصل طول الواحدة منها إلى 30 سم سامة، إذ يجب توخي الحذر عند التعامل معها.

وأضافت ازدهار أن القنفذ ينتشر في الشاطئ السوري، وقد تم تسجيل أول ظهور له في سوريا عام 2016 شمالي اللاذقية، وتم تسجيل ظهوره بكثرة خلال العامين الماضيين، وقد سُجّل أول ظهور له في طرطوس منذ شهر تقريباً، مبينةً أنه ينتشر في أعماق تتراوح بين (0.5 – 10م)، ونشاطه ليلي وهو يتغذى على الطحالب الورقية والديتريت ويتحول إلى لاحم إذا شعر بالجوع، وله تأثير كبير على السلاسل الغذائية البحرية والتنوع الحيوي البحري في بيئته.

وحذرت ازدهار أيضاً من الإمساك بسمكة القط السامة الموجودة في الشواطئ الصخرية والتي تسبب أذية عصبية تعادل لدغة العقرب.

وأضافت أن من الكائنات البحرية الأخرى التي يجب تجنبها أيضاً، السرطان الأزرق، لكونه يملك كلابات مؤذية، إضافةً إلى تجنب لمس الديدان أو القواقع الشديدة التلون، فهي غالباً ما تكون سامة.

وأكدت ازدهار أن البيئة البحرية السورية تشهد زيادة في عدد أنواع الكائنات البحرية الغريبة ذات الأصول غير المتوسطية، مبينة أن القنفذ الأسود وسمكة القط وبخاخات المياه والديدان تعتبر غريبة عن الشواطئ السورية، مؤكدةً أن "الكائنات ذات الأصول المتوسطية مسالمة وغير ضارة".

أسماك غريبة أخرى تم رصدها في السواحل السورية

تداولت صفحات محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأحد الماضي صورة لسمكة أطلقوا عليها اسم "سمكة الشيطان"، قيل إنها اصطيدت قبالة سواحل مدينة بانياس بريف طرطوس.

وقال المحاضر في "المعهد العالي للبحوث البحرية" في جامعة تشرين والاختصاصي في إدارة المصائد السمكية فراس الشاوي لموقع (أثر برس) إن "سمكة (Brama brama) أو كما يسميها العامة (الشيطان) ليست نادرة أو غريبة عن المياه السورية، إذ تم رصدها منذ أكثر من 25 عاماً في سواحلنا بأحجام مختلفة، وتظهر بشكل اعتيادي بشباك الصيادين".

وأضاف أن "هذه السمكة تظهر عادةً بأحجام صغيرة حيث يتراوح طولها بين 25 و40 سم، وبوزن نصف كيلو تقريباً، لكن الغريب في هذه السمكة التي اصطيدت في شاطئ بانياس هو حجمها النادر، حيث تزن تقريباً كيلوغرامين".، مؤكداً أنها "صالحة للأكل".

كما تداولت صفحات محلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي صورة لسمكة قالوا إن أحد الصيادين اصطادها قبالة سواحل مدينة بانياس بريف طرطوس.

وقال مدير فرع المنطقة الساحلية لـ "هيئة الثروة السمكية والأحياء المائية" واختصاصي (بيولوجيا البحار والمصائد) علاء الشيخ أحمد لصحيفة (الوطن) المقربة من النظام إن "السمكة التي تمت مشاهدتها وصيدها في شاطئ بانياس هي إحدى أسماك القرش وهي من الأنواع السمكية الغضروفية المحلية الموجودة في المياه البحرية السورية بشكل طبيعي".

وظهر على الشواطئ السورية خلال الأعوام الماضية عدة أصناف من الأسماك الضارة بينها ما يعرف باسم سمكة البالون التي تحتوي على سُم "تيرودوتوكسين" وهو موجود تحت الجلد وفي الكبد والمناسل، وتعتبر المادة السمية الموجودة في هذا النوع من السمك أقوى من الزرنيخ بـ10 آلاف مرة، فكل 0.75 ملغ من هذه المادة قادرة على قتل شخص بوزن 70 كغ.
وفي حال كانت السمكة قليلة السمية فيمكن معالجة المريض بالمشفى حصراً عن طريق دعم هوائي باكر للقلب وإفراغ المعدة من السوائل.

وتبدأ أعراض الإصابة بسم السمكة بالظهور عموماً خلال فترة تتراوح من 10 - 45 دقيقة بعد أكل السمك ومن الأعراض توخز حول الفم، سيلان اللعاب، غثيان، تقيؤ، شلل، فقدان الوعي، فشل تنفسي، ويمكن أن يؤدي إلى الموت، مؤكداً عدم وجود دواء نوعي له "ترياق" حتى الآن.