قال فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عودة اللاجئين السوريين بشكل طوعي إلى بلادهم هي الحل الأنسب، مشيرا إلى أنه بعث برسالة حول ذلك إلى روسيا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في مقر المفوضية بالعاصمة اللبنانية بيروت، حيث التقى غراندي كلا من الرئيس اللبناني ميشيل عون وسعد الحريري رئيس الحكومة اللذان اشتكيا معاناة لبنان من ملف اللجوء.
وعاد آلاف اللاجئين في الأشهر الماضية من لبنان إلى سوريا بتنسيق بين الحكومة اللبنانية والنظام وروسيا، من دون ضمانات أممية في العملية التي اقترحتها روسيا.
وفي حين تشدد الأطراف الدولية على عودة طوعية وآمنة للاجئين السوريين في لبنان، يتعرض اللاجئون هناك لضغوط عديدة وممارسات عنصرية بحقهم في المخيمات ومعظم المدن والبلدات اللبنانية.
وأوضح غراندي أن "المفوضية لا تتعاطى مع المسألة بطريقة سياسية، بل تصغي إلى هواجس اللاجئ وهمومه وتطّلع منه على أسباب عدم رغبته بالعودة إلى بلده، لنقلها إلى المسؤولين المعنيين، لا سيما السلطات السورية، لمناقشة سبل إزالة هذه الهواجس"، معتبرا أن اللاجئين يريدون العودة إلى سوريا "على أمل العيش بكرامة".
رسالة إلى روسيا
وأعلن غراندي أنه نقل رسالة إلى روسيا التي اقترحت عودة اللاجئين السوريين، وتشرح الرسالة هواجسهم ومخاوفهم عند التفكير بالعودة.
وأشار في رسالته إلى سفيري روسيا في دمشق وبيروت إلى المشكلات التي تعترض عودة اللاجئين، مثل انعدام الخدمات والدمار الذي لحق بالبنى التحتية وصعوبة تعليم الأطفال، إضافة إلى التجنيد الإجباري في قوات النظام.
وشدد على المشكلات القانونية التي يعاني منها اللاجئون في لبنان مثل خسارة الوثائق الرسمية، التي بات من الصعب اليوم الحصول عليها.
وتابع "الأمن والتطورات في الداخل السوري من أبرز هواجس اللاجئين، إذ إن بؤر الحرب تنتقل من منطقة إلى أخرى"، موضحا أن "روسيا لاعب أساسي في الملف السوري، وقدمت أفكارا ومبادرات متعلقة بالعودة، لذا أوصلت إليهم أيضا هذه الرسالة".
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون و100ألف، يقنطون في عدد من المخيمات وفي المدن والبلدات اللبنانية، غادروا بلادهم هربا من العمليات العسكرية التي بدأها النظام لقمع الثورة التي اندلعت ضده عام 2011.