اقترح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس خطة مثيرة للجدل خلال اجتماعه بنظرائه الأوروبيين تتضمن تهجير أهالي قطاع غزة إلى جزيرة صناعية في البحر المتوسط، يأتي ذلك وسط جهود دولية تبحث إيقاف الحرب الإسرائيلية المدمرة والمتواصلة منذ 109 أيام على القطاع.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن وزير خارجية إسرائيل اقترح على نظرائه في الاتحاد الأوروبي خلال زيارته الدبلوماسية لبروكسل نقل سكان غزة إلى جزيرة صناعية في البحر المتوسط.
ووفقاً للصحيفة، فإن المقترح الإسرائيلي أثار استياء الوزراء الأوروبيين المجتمعين لوضع "خطة للسلام".
ويأتي مقترح التهجير الإسرائيلي بديلاً لحل الدولتين، الذي تدفع باتجاهه الولايات المتحدة ودول أوروبية وفقاً لتصورات غربية لإيجاد حل سياسي يضمن انتهاء الحرب في قطاع غزة.
في المقابل، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن وزارة الخارجية الإسرائيلية نفيها بشكل قاطع عرض وزير الخارجية يسرائيل كاتس تهجير سكان غزة إلى جزيرة صناعية، وقالت إن ما عرضه الوزير بناء ميناء لغزة على جزيرة صناعية.
وكانت تقارير إعلامية أكدت أن كاتس تحدث للأوروبيين عن "فكرة جزيرة صناعية تكون وطنا بديلا للفلسطينيين".
وبحسب التقارير، فإن الجزيرة ستكون على بُعد 5 كيلومترات من ساحل غزة ويمكن إنشاء ميناء ومطار عليها لتكون مركزا تجاريا على غرار سنغافورة، وفق تعبير وزير الخارجية الإسرائيلي.
وأضاف أن إسرائيل ستتحكم في ما يدخل ويخرج من الجزيرة وتربطها بالبر عن طريق جسرين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها المسؤولون الإسرائيليون عن مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وفي ظل الحرب الحالية تحولت قضية التهجير إلى قضية رأي عام داخل إسرائيل.
"خطة السلام" الأوروبية
أفادت صحيفة "تلغراف" البريطانية، أمس الإثنين، أن الاتحاد الأوروبي ينوي طرح وثيقة داخلية تدعو إلى دفع المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة، لكن من دون مشاركة إسرائيل.
وتضمنت الخطة، التي عرفتها الوثيقة بأنها "خطة سلام"، 12 نقطة وضعتها إدارة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل.
قدم "خطة السلام الأوروبية" الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوريب بوريل لوزراء خارجية الاتحاد.
وفقا للصحيفة، فإن الأوروبيين يدركون أنه من غير الواقعي افتراض أن ينخرط الإسرائيليون والفلسطينيون بشكل مباشر في مفاوضات السلام في القريب العاجل.
لذلك، اقترح المسؤولون في الاتحاد إجراء محادثات موازية مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية، محذرين إسرائيل من "تداعيات" إذا رفضت المشاركة.
وجاء في الوثيقة التي وزعت في مقر الاتحاد في العواصم الأوروبية أن "الفلسطينيين سيحتاجون إلى بديل سياسي جديد بدلا من حماس، بينما سيتعين على إسرائيل إيجاد الطريق السياسي للمشاركة في مفاوضات هادفة نحو حل الدولتين".
وجاء في الوثيقة أنه "من مسؤولية الأطراف الخارجية مثل الاتحاد الأوروبي مساعدة أطراف الصراع من خلال تمهيد الطريق للسلام الشامل".