أكد رجل الأعمال وابن خال رأس النظام في سوريا رامي مخلوف أنه ما زال في منزله في سوريا وأنه "لن يغادره واقفاً" في إشارة إلى تهديدات ورسائل تصله من "أثرياء الحرب" "بالاستيلاء على ما تبقى" من أملاكه.
وفي رسالة نشرها عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك تحت عنوان "من خادم العباد إلى رئيس البلاد" خاطب مخلوف مجدداً رأس النظام بشار الأسد دون أن يسميه، وتحدث للمرة الثانية عن "أثرياء الحرب"، ومحاولاتهم في تصفية ممتلكاته، وضرب الاقتصاد.
وقال مخلوف إن آخر رسالة لهم إليه كان مفادها "إما الرضوخ لطلباتهم أو استصدار قرارات قضائية بحقنا بالاستيلاء على ما تبقى من الأملاك ولن يتركوا لنا حتى منزلاً نتآوى فيه".
من خادم العباد إلى رئيس البلاد: لقد خدم البلاد مجموعة كبيرة من المستثمرين والتجار والصناعيين على مدى ٣٠ عاماً مرت فيها...
Posted by رامي مخلوف on Monday, December 14, 2020
وخاطبهم مخلوف بالقول: "إني في أصعب فترات الحرب كان منزلي والمناطق المحيطة حوله مليئة بالمسلحين ولم نخف ولم نغادر لأننا كنا على يقين بأننا على حق وأقول اليوم نفس عبارتي إنني ما زلت سائراً على طريق الحق ولن أتراجع عنه وإنني موجود في منزلي ولن أغادره واقفاً"، في إشارة إلى أنه لن يغادر.
واستعرض مخلوف في منشور مطول بعض ما جرى في البلاد من وجهة نظره، وتحدث عن "مجموعة من المستثمرين والتجار والصناعيين" الذين خدموا البلد حسب قوله، وقادوها إلى "توازن اقتصادي متميز"، قبل أن تأتي الحرب وبدأت بتمزيق البلاد، وجاء "تجار الحرب".
وأضاف مخلوف أنه أوضح منذ الشهر الأول في 2019 "مدى خطورة السلوك المتبع من أثرياء الحرب على البلاد" وتحذيراته من "تداعياته الكارثية على البلاد".
وقال إن معارضته لهم جعلتهم يسخّرون "كل نفوذهم لتوقيف أعمالنا واعتقال موظفينا"، وقال إن أثرياء الحرب، ما زالوا يساوموننا على ما تبقى من أملاكنا وبالأخص الوقف الخيري".
وطالب مخلوف "بطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تحت راية "سوريا لكل السوريين" كما طالب بالعودة إلى "العمل الجماعي، ومحاسبة ما وصفهم بأثرياء الحرب وكل الفريق الداعم لهم، ومنع الأجهزة الأمنية من التدخل في حياة المواطن اليومية واقتصار دورها على القبض على العملاء والمخربين ومكافحة الإرهاب وتجار الممنوعات، ودعوة كل من غادر سوريا منذ بداية الحرب وأثنائها للعودة إلى حضن الوطن".
وأضاف أن من الضروري "فتح باب التشاركية الحقيقية وتوفير الحماية والرعاية اللازمة لهم وإعادة كل الأملاك التي سلبت منهم بطرق غير شرعية وغير قانونية".
كما طالب "بوضع حد لتصرفات أثرياء الحرب ووقف ممارساتهم وأساليبهم القهرية والاحتيالية وإحقاق الحق وإعادته إلى أصحابه".
وختم مخلوف منشوره بالقول إن "الأيام القادمة كفيلة بإثبات أو نفي" من سيكون من المنصورين.
وسبق أن قال رجل الأعمال السوري، وابن خال رأس النظام بشار الأسد، رامي مخلوف، إن "أكبر عملية نصب في الشرق الأوسط تجري بغطاء أمني، لصالح أثرياء الحرب"، متهماً أثرياء الحرب بأنهم نهبوا "المؤسسات الإنسانية ومشاريعها".
يذكر أن نظام الأسد كان قد اتخذ قرارات بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمخلوف وزوجته وأولاده وشركائه. بعد اتهامه بالتهرّب الضريبي والحصول على أرباح غير قانونية، كما أصدر النظام في شهر أيار الفائت قراراً منع بموجبه مخلوف من السفر بشكل مؤقت بسبب أموال مستحقة للدولة.
وبدأ الخلاف بين مخلوف والأسد يظهر للعلن عندما أعلنت "مديرية الجمارك" في حكومة النظام في كانون الأول من العام 2019، عن تجميد الأصول المالية لرامي مخلوف وزوجته، متهمة إياه، ورجال أعمال آخرين، باستيراد بضائع دون تصريح بقيمتها الحقيقية.
كما وضع النظام يده على "جمعية البستان"، التي شكّلت الواجهة الإنسانية لأعمال مخلوف، إضافة إلى حل مجموعات مسلحة تابعة له.
وظهر رامي مخلوف على وسائل التواصل الاجتماعي في شهر نيسان الفائت، ونشر مقطع فيديو قال فيه إن النظام طلب منه التنحي عن إدارة شركاته، بما في ذلك شركة "سيريتل"، كما تحدث عن تهديدات من أشخاص غير محددين في النظام بإلغاء ترخيص شركة "سيريتل" ومصادرة أصولها إذا لم يمتثل.
وخلال الأشهر الماضية، تصاعدت إجراءات النظام ضد مخلوف وصولاً إلى الحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة ومنعه من السفر وسحب شركات منه ومنعه من التعاقد مع الحكومة، وتعيين حارس قضائي على شركة "سيريتل"، وغيرها.