ملخص
- ارتفعت حصيلة ضحايا حادثة انهيار الجدار في سرمدا إلى 8 أطفال.
- أوقف جهاز الشرطة أربعة أشخاص على ذمة التحقيق وأفرج عن اثنين من أجل دفن أبنائهما.
- الموقوفون هم مالك المستودع وصاحب دار تحفيظ القرآن واثنان من المستأجرين.
- جرى تنبيه مالك المستودع بوجود تشققات وصدوع في الجدار قبل وقوع الحادثة.
- المستأجر -وفقاً لذوي الضحايا- حاول تحميل مادة القمح و"العبث في مسرح الجريمة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مصحف من القطع الصغير، وعلى حاشية الصفحة 54 التي تضم آياتٍ من سورة "آل عمران" طُبعت دماء الطفل (إبراهيم الجاسم)، لتكون العلامة الأخيرة في آخر صفحة حفظها من القرآن الكريم وهو ابن الخامسة.
إبراهيم، واحد من الضحايا البالغة أعدادهم حتى اليوم ثمانية، إثر انهيار جدار مستودع حبوب على خيمة تعليمية في دار "حفص" لتعليم القرآن الكريم والتجويد في محيط مدينة سرمدا، والتي تعود ملكيتها لـ"أبو دجانة المصري"، وهو داعية مهاجر مستقل، بحسب جيرانه والقريبين من نشاطه في إدلب.
وفي وقتٍ تجري فيه التحقيقات والكشوفات حول انهيار الجدار والمسببات لهذه الحادثة الأليمة التي خطفت ثمانية أطفال صغار يتعلمون القرآن الكريم، يُحمّل ذوو الضحايا مستأجر المستودع وصاحبه، مسؤولية الحادثة على اعتبار أن التصدّعات والفسوخ كانت ظاهرة على الجدار قبل فترة من انهياره، وهو الذي دفع صاحب دار التحفيظ إلى إخلاء غرفة صفّية ملاصقة للمستودع.
وكان من بين الضحايا ابن صاحب دار التحفيظ، الطفل صالح، وابن صاحب العقار (المستودع)، المعروف بـ"أبو جبل"، وفي التالي قائمة الضحايا الأطفال الثمانية:
- إبراهيم الجاسم
- أحمد عساف
- زكريا العلي
- عبد الله الجمعة
- صالح أبو دجانة
- عبد الرحمن عبد الرزاق
- مجاهد غسان
- لقمان بنانة
في حين لا يزال الطفلان (محمد المصري وأسامة المحمد) في جناح العناية المشددة بمستشفى "باب الهوى" الحدودي.
"مصلى في رمضان"
أوضح ذوو الضحايا ممن التقاهم موقع تلفزيون سوريا، أنّ الخيمة التعليمية بنيت لتكون مصلّى في رمضان، يتعلّم خلاله الأطفال الخطابة ويحفظون القرآن الكريم لمدة 3 ساعات فقط، وقُدّر أن يكون توقيت انهيار الجدار في هذه الساعات الثلاث.
وأشار محمد الجاسم، وهو والد الضحية عبد الرحيم، إلى أنّ "الحلقة القرآنية هذه تضم الأطفال المتميزين وهم في غالبيتهم في سن الخامسة، وقد أتمّوا حفظ سورة البقرة كاملاً وشرعوا في حفظ سورة آل عمران".
"العبث في مسرح الجريمة"
استفز ذوي الضحايا محاولة صاحب الحبوب التي تسبّبت بانهيار الجدار، تحميل كميات من الحبوب مساء وقوع الحادثة عند الساعة الثامنة مساءً خلال صلاة التراويح من قبل صاحبها المدعو "أبو حسين العيس"، وهو ما اعتبروه "العبث في مسرح الجريمة" ومحاولة إخفاء الدلائل ومسببات انهيار الجدار، إلا أن أهالي الحيّ وذوي الضحايا اعترضوا على عملية تحميل القمح واستدعوا مخفر شرطة سرمدا على الفور وأوقفوا عمليات التحميل، حتى لا تغيب دلائل الجريمة، وفقاً لقولهم.
في هذا السياق، يقول سلمان الجمعة -والد الطفل عبد الله الذي قضى بانهيار الجدار- لـ موقع تلفزيون سوريا، إن "الانهيار وقع نتيجة الاستهتار والإهمال من قبل مستأجر المستودع والمالك، إذ تمّ تنبيهه من قبل مالك دار التحفيظ، إلى احتمالية سقوط الجدار وقد تم تصويره للجدار وإرساله للمالك والمستأجر لكن لم يلق الأمر اهتماماً".
ويوضّح محدثنا أنّ "المستودع طوله 20 متراً وعرضه أربعة أمتار فقط، ويحوي 200 طنا من القمح، هذه كمية كبيرة على حجم المستودع ولا يمكن أن تحتمل هذه الكمية، كما أن ترتيب الأكياس كان بطريقة عشوائية وغير آمنة، الأمر الذي تسبب في انهيار الجدار".
يجد "الجاسم" أن "مخفر الشرطة والنيابة، كان الأولى به قبل استجلاب الطبابة الشرعية، الكشف عن الموقع والوقوف على أسباب وقوع هذه الجريمة".
الرائد طاهر العمر -قائد شرطة سرمدا- تحدّث عن آخر التحقيقات قائلاً: إنهم أوقفوا أربعة أشخاص على ذمة التحقيق، وهم صاحب المستودع واثنان من أصحاب مادة القمح، وصاحب دار التحفيظ، مشيراً إلى ترك اثنين بقرار النيابة لوفاة أبنائهم بالحادثة "من أجل دفنهم وإقامة العزاء".
وأوضح "العمر" لـ موقع تلفزيون سوريا، أنهم تحفّظوا على المكان من إجل إجراء دراسة على الجدار للوقوف على أسباب انهياره، وأردف: "تم التحرز على المكان حتى الآن من أجل طلب لجنة خبرة من مديرية الخدمات من المهندسين المختصين لإجراء الخبرة على الجدار كما تم إجراء الكشف الطبي الشرعي من قبل الطبيب المختص على الوفيات وتم توثيق صور للمكان بمقاطع فيديو وصور وما زلنا نتابع التحقيقات حتى الآن".
وحول دار التحفيظ، أكّد أنّه "حتى اللحظة لم يتم أي إجراء بحقها، لكن التحقيقات ما تزال جارية ولم تنتهِ، وبالنسبة لقرار الإغلاق أو عدمه هي مناطة بالقضاء ووزارة الأوقاف".
حاولنا التواصل مع وزارة الأوقاف في "حكومة الإنقاذ" (الذراع الإداري لـ"هيئة تحرير الشام") على اعتبار أن معاهد تحفيظ القرآن والمعاهد الشرعية تتبع لها وليس لـ"وزارة التربية والتعليم"، إلا أننا لم نتلقَ رداً حتى لحظة نشر التقرير.