أكد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن موقف بلاده من التطبيع مع النظام السوري لم يتغير، إذ لا يمكنها التسامح مع "مجرم حرب" مثل بشار الأسد.
وقال رئيس الوزراء القطري، في لقاء مع شبكة "CNN" الأميركية، عند سؤاله عن سبب تسامح الشرق الأوسط بشكل أوسع مع بشار الأسد، إن موقف قطر من النظام السوري "قلناه بوضوح عندما كان هناك قرار بإعادته إلى الجامعة العربية، وإلى الآن موقفنا هو نفسه، ما زلنا لا نرى أي شيء يجعل بشار الأسد مؤهلاً للعودة إلى الجامعة".
وأضاف: "لا نريد أن نخرق الإجماع على القرار، ففي نهاية اليوم فإن قارباً واحداً لن يحدث فارقاً. نحاول توضيح موقفنا، والدول العربية الأخرى لديها منظور مختلف عنا. لم نرغب في الاعتراض على هذا القرار في الجلسة نفسها".
وفي 19 أيار، شارك بشار الأسد في القمة العربية التي عقدت في مدينة جدة السعودية، وذلك للمرة الأولى منذ 12 عاماً، كما شاركت وفوده في الاجتماعات التحضيرية، بعدما كان وزراء الخارجية العرب اتخذواً قراراً بإعادة النظام إلى مقعد سوريا في الجامعة العربية، قبل القمة بأيام.
"لا تسامح مع مجرمي الحرب"
وتابع: "لكننا نوضح أن التطبيع بين الدول العربية وسوريا سيكون قرار كل دولة على حدة، ونحن عند موقفنا نفسه، وذكر سموه (أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) ذلك للتو في خطابه، لا يمكننا التسامح مع مجرمي الحرب، لا يمكننا أن نرى استمرار معاناة الشعب السوري بينما نمنح الحكومة تنازلاً للعودة والتطبيع".
"بشار الأسد مجرم حرب وهو غير مؤهل للتطبيع معه"
— تلفزيون سوريا (@syr_television) September 22, 2023
رئيس وزراء #قطر يتحدث عن قضية التطبيع مع نظام الأسد
استمع إلى ما قاله#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/Lq6z7fOeoz
وأشار إلى أن "الطريقة الوحيدة للمضي قدماً هو التوصل إلى حل سياسي بحسب حلول المجتمع الدولي. قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، الذي يسلط الضوء بوضوح على التحول السياسي والحل السياسي، وهذا لا يحدث. لا يمكننا مكافأة أي شخص على عدم تنفيذ حلول مجلس الأمن".
قطر تستمر في دعم القضية السورية
وتستمر دولة قطر على موقفها الثابت من القضية السورية على مدى السنوات الماضية، وكان قد دعا أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، إلى تسوية شاملة في سوريا، مشدداً على رفع الظلم عن الشعب السوري.
وأوضح الأمير تميم أن سوريا "بانتظار تسوية شاملة من خلال عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي وفقاً لإعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها".
وكان أمير قطر تساءل، خلال حوارٍ أجرته معه مجلةُ لبوان الفرنسية، في منتصف أيلول 2022، ما إذا كان العالم "مُجبراً على قبول رئيس قهر شعبه وارتكب المجازر ضدهم وهجر الملايين كما فعل نظام الأسد في سوريا".