ملخص
- الحرب في سوريا تشتد على خمس جبهات مختلفة.
- الدول العالمية بحاجة لجهود جادة لاحتواء الصراع في سوريا.
- نقص المساعدات يضع ملايين السوريين في مواجهة الجوع.
- عدد طالبي اللجوء السوريين في أوروبا يرتفع بشكل كبير.
- كل جرائم الحرب حدثت في سوريا، بما في ذلك استهداف المدنيين والمستشفيات والتعذيب والإعدامات.
- على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة العمل بسرعة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان.
- تحتاج سوريا إلى دبلوماسيين شجعان، ومانحين جريئين، ومدعين عامين حازمين.
قال رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، باولو بينيرو، إن سوريا تشهد "تصعيداً حاداً للعنف، أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار، فيما لا تزال تشكل أكبر أزمة نزوح في العالم، وهو أمر لا يلاحظه أحد إلى حد كبير خارج المنطقة".
وفي مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أوضح بينيرو أن سوريا "تحتاج بشدة إلى وقف أعمال العنف، ولكن بدلاً من ذلك، فإن الحرب المستمرة منذ أكثر من 12 عاماً هناك تزداد حدة، وتمتد الآن على طول خمس جبهات في نطاق صراع مماثل".
وأضاف أنه "في ظل الاضطرابات التي تمر بها المنطقة، من الضروري بذل جهود دولية جادة لاحتواء القتال على الأراضي السورية"، مشدداً على أن "أكثر من عقد من إراقة الدماء يحتاج إلى نهاية دبلوماسية".
وأشار بينيرو إلى أن "الهدنة الدائمة في غزة من شأنها أن تهدئ إلى حد كبير من الوضع في سوريا، وتخفض حدة التوتر بين القوى الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران من خلال وكلائها، التي تنشط عسكرياً داخل البلاد".
واعتبر المسؤول الأممي أن "الأمر الأكثر إزعاجاً هو أن التوترات الإقليمية المتصاعدة الناجمة عن الهجوم على غزة، أدت إلى زيادة الهجمات على الأراضي السورية من قبل إسرائيل والميليشيات الإيرانية".
ملايين السوريين في قبضة الجوع
من جهة أخرى، قال بينيرو إنه "في خضم كل ذلك، يواجه السوريون صعوبات متزايدة لا يمكن تحملها، حيث يحتاج نحو 17 مليوناً منهم إلى مساعدات إنسانية مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية، ومع ذلك، لا تزال عمليات تسليم المساعدات معلقة في خيط رفيع، ويعتمد ذلك على تعسف النظام السوري، وتعرقله العقوبات".
وذكر أنه "في الوقت نفسه، أجبر النقص الحاد في أموال المانحين لبرنامج الأغذية العالمي على تعليق المساعدات الغذائية المنتظمة في سوريا، مما وضع الملايين في قبضة الجوع".
ولفت إلى أن "واحدة من أكثر الحروب الأهلية وحشية في هذا القرن أودت بحياة أكثر من 300 ألف مدني في سوريا في السنوات العشر الماضية، وليس من المستغرب أن يصل عدد السوريين طالبي اللجوء في أوروبا في أكتوبر الماضي، إلى أعلى مستوى مسجل منذ 7 سنوات".
كل جرائم الحرب
وعن الانتهاكات في سوريا، قال بينيرو إنه في سوريا "ارتكبت حتى الآن تقريباً كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاستهداف المتعمد للمستشفيات والعاملين في مجال الصحة، والهجمات المباشرة والعشوائية على المدنيين تحت ستار مكافحة الإرهابيين، وعمليات الإعدام بإجراءات موجزة، والتعذيب والاختفاء القسري لعشرات الآلاف من الناس".
وأكد أن "عدم احترام حقوق الإنسان الدولية الأساسية والقانون الدولي الإنساني في سوريا، منذ أمد بعيد، لم يمكّن من قتل وتشويه الضحايا من جميع أطراف النزاع فحسب، بل قوّض أيضاً جوهر نظام الحماية الدولية"، مضيفاً أنه "نحن نشهد مثل هذا التجاهل للقانون الدولي في قائمة متزايدة من الصراعات، بما في ذلك في أوكرانيا والسودان، والآن في غزة".
ودعا بينيرو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "العمل على وجه السرعة لوقف هذا الاتجاه المنذر بالخطر"، مشدداً على ضرورة "مواصلة جهود إدانة مجرمي الحرب ودعمها وتوسيع نطاقها فيما يتصل بارتكاب الفظائع، ليس في سوريا فحسب، وإنما في كل مكان".
وختم رئيس لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا مقاله بالتأكيد على أنه "يمكن أن تنتهي أفظع الانتهاكات إذا توقف القتال"، مناشداً المجتمع الدولي بـ "ألا تغيب عن باله الأزمة السورية"، مشيراً إلى أن سوريا "تحتاج إلى دبلوماسيين شجعان، ومانحين جريئين، ومدعين عامين حازمين أكثر من أي وقت مضى".