كتب جون ماكلولين هو مدير سابق بالإنابة لوكالة المخابرات المركزية CIA وممارس متميز مقيم في مدرسة جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، مقالاً في موقع GRID بعنوان "إرهابيون وقوات أميركية وديكتاتور متوحش: ما الذي حل بسوريا؟"، انتقد فيه السياسة الأميركية الضيقة تجاه سوريا، واستعرض أسباب استمرار الحرب في سوريا وأدوار اللاعبين الدوليين والمحليين، وكيف تحولت سوريا إلى "برميل بارود يحتمل أن ينفجر في المنطقة ويصل تأثير انفجاره إلى مناطق أخرى".
فيما يلي ترجمة موقع تلفزيون سوريا لمقال الكاتب:
لقد سلطت العملية العسكرية الأميركية التي وقعت في 3 من شباط والتي قتل فيها زعيم تنظيم الدولة، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، الضوء ليس فقط على تواصل الإرهاب في سوريا فحسب، بل أيضاً على حقيقة مزعجة، وهي أن سوريا اليوم تحتل مرتبة رفيعة في قائمة أخطر المشكلات التي لم يتم التوصل إلى حل لها على مستوى العالم.
إذ بعد مرور ثلاث سنوات على تفكيك دولة الخلافة المزعومة التي أقامها تنظيم الدولة، والتي امتدت على رقعة شملت مساحات شاسعة من سوريا والعراق، ماتزال الخلايا الإرهابية التابعة لهذا التنظيم تشن هجماتها، كما مايزال الديكتاتور المتوحش في السلطة، وماتزال القوى الإقليمية تتنافس على مناطق النفوذ.
مضى اليوم أكثر من عقد على ظهور الشرارة الأولى للثورة التي قامت في سوريا. إذ بحلول النصف الثاني من عام 2011، أي عام الربيع العربي، تم إسقاط القادة الديكتاتوريين في كل من تونس ومصر واليمن، بالإضافة إلى قتل الديكتاتور الليبي معمر القذافي، ولذلك افترض محللون في المنطقة وغيرها بأن ديكتاتور سوريا، بشار الأسد، سيكون التالي. وفي شهر آب من العام نفسه، دعت الولايات المتحدة إلى تغيير النظام، "من أجل الشعب السوري" كما قال الرئيس باراك أوباما، وأضاف: "حان الوقت لتنحي الأسد". كما ذكر مسؤول مهم في الإدارة الأميركية بأن البيت الأبيض: "كان على يقين من أن الأسد كان في طريقه للخروج من السلطة".
وبعد مرور 11 عاماً تقريباً، ما تزال الأسباب الأساسية لقيام الحرب السورية على حالها، كما توقفت الجهود الدبلوماسية وتحولت سوريا إلى برميل بارود يحتمل أن ينفجر في المنطقة ويصل تأثير انفجاره إلى مناطق أخرى. فالإرهابيون مايزالون في سوريا، وكذلك القوات الأميركية ماتزال هناك، ومايزال الأسد ونظامه في السلطة، بالرغم من قيامه بضرب شعبه بالبراميل المتفجرة وبالأسلحة الكيماوية.
ولهذا يحق لنا أن نسأل بعد عقد من الزمان: ما الذي حل بسوريا؟
الجيوسياسية: اللعبة الكبرى في سوريا
انتهجت إدارة بايدن، التي فاض كأسها بأزمات جديدة، سياسة ضيقة النطاق تجاه سوريا، حيث ركزت على الإرهاب وعلى الحد من المشكلات الإنسانية. ولكن إن لم تكن الولايات المتحدة على استعداد للتخلي عن دورها القيادي ونفوذها التاريخي في الشرق الأوسط، فيجب عليها أن تصعد لعبتها في سوريا، بما أن الأطراف الأخرى فعلت ذلك.
خلال السنوات الست الماضية، بدأت القوى الكبرى بالتصادم في سوريا، وشارفت روسيا على الاضطلاع بدور المنتصر، حيث تدخل فلاديمير بوتين ببراعة من خلال جيشه، فأنقذ ودعم حليفه المحاصر، فأمن حقوق إقامة قاعدة بحرية دائمة في ميناء طرطوس على البحر المتوسط، إلى جانب إقامة قاعدة جوية في حميميم بغربي سوريا، وهذا ما دفع القادة للسفر إلى موسكو للتشاور، وقدم صورة عن بلده كدولة تقف بجانب حلفائها. ولذلك أصبح بوسع وزارة الدفاع أن تنسب نصراً خالصاً لنفسها، حيث جربت 600 منظومة جديدة من الأسلحة خلال الحرب.
كما كسبت موسكو منصة على البحر المتوسط تمكنت من خلالها من التدخل في ليبيا بواسطة طائراتها المقاتلة ومرتزقتها، وذلك لدعم القائد العسكري المعادي للحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة. بالمختصر، كانت سوريا مفيدة لروسيا في تحقيق هدف من أهداف بوتين الرئيسية، حيث قدمت روسيا كقوة عظمى ذات نفوذ وتوسع على المستوى الدولي.
أما إيران فقد رسخت موطئ قدمها في سوريا، فبدت وكأنها ستبقى هناك لفترة طويلة، إذ بحلول عام 2018، قامت إيران بتعبئة 2500 من قواتها التقليدية وحرسها الثوري للقتال في سوريا إلى جانب ما يتراوح بين 8-12 ألف مقاتل أجنبي جلبتهم من أفغانستان والعراق ولبنان وباكستان. وخلال العام الماضي، أحصى الباحثون ما لا يقل عن 14 منطقة للوجود الإيراني أو المؤيد لإيران في سوريا، مقارنة بعدد المناطق الموالية لإيران والتي لم يتجاوز عددها الثلاث في عام 2013. وقد ركزت إيران بعزم وتصميم كبيرين على محافظة دير الزور شرقي سوريا، كونها قريبة مع الحدود العراقية، وهناك جسدت أنشطة إيران نهج طهران، حيث أخذت تقدم خدماتها للسكان، وتسيطر على المدن الكبرى وتقوم بتجنيد الشباب لدعم عساكر ميليشياتها.
والأهم من كل ذلك، هو أن كل تلك الأمور ضمنت لإيران قيام جسر بري يصلها بالغرب، يبدأ من طهران ويصل إلى المتوسط، بعدما سعت لتحقيق هذا الأمر قبل زمن طويل، وهذا الجسر لابد وأن يساعد إيران على نقل المعدات العسكرية بأمان من طهران عبر مناطق في العراق، وصولاً إلى سوريا، ومن سوريا إلى حزب الله، شريكها في لبنان. وهذا ما يجعل إيران قريبة من الأهداف الإسرائيلية، ويعرض إسرائيل لمواجهة ترسانة الصواريخ الإيرانية عند مرتفعات الجولان.
أما إسرائيل، فبحسب ما ذكره وزير الدفاع بيني غانتز، فإنها لن تسمح لوكلاء إيران في سوريا "بتزويد أنفسهم بعتاد قتالي يمكن أن يقوض تفوقنا في المنطقة". وبناء عليه، قامت إسرائيل بتصعيد هجماتها الجوية في سوريا خلال العام الماضي، وتهدف إسرائيل من كل ذلك إلى منع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وإضعاف الميليشيات الموالية لإيران، لاسيما تلك التي تشكل تهديداً لإسرائيل في مرتفعات الجولان.
أما الدور التركي فمعقد بشكل جنوني، وذلك لأن مصالح تركيا تظهر على جهات عديدة، إذ بوجود العديد من القطعات العسكرية التي تم نشرها على الحدود الشمالية مع سوريا، بقيت تركيا ثابتة في معارضتها لحكم الأسد، بيد أن تركيا تسيطر على المنطقة الشمالية لمنع استعادة النظام لتلك المناطق من جهة، وتسعى أيضاً من جهة أخرى لإضعاف دور قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة، وذلك لأن تركيا على قناعة تامة بأن هؤلاء الكرد يشكلون امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، والذي صنفته أنقرة على أنه جماعة إرهابية. وهذا ما شجع تركيا على إنشاء مناطق لإعادة توطين اللاجئين في الشمال.
إلا أن تركيا كانت تعمل بالتنسيق مع روسيا فيما يتصل بسوريا، لكنها بعد ذلك، أصبحت تسعى للحد من الدور الروسي وقد تكرر ذلك مرات كثيرة. بالمختصر يمكن القول إن كل ما تسعى إليه تركيا على الخارطة السياسية على الأقل، هو خلق توازن لها وتأمين مصالحها وسط الأطراف المتناحرة والمصالح المتضاربة.
يهيمن الكرد على قوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل خليطاً يضم الكرد والعرب والتركمان السوريين الذين تعاونوا على محاربة تنظيم الدولة في عام 2015، ودعمتهم الولايات المتحدة، فأصبحت تلك القوات التي يتراوح تعدادها ما بين 25-30 ألف مقاتل في شمال شرقي سوريا تتمتع بسيطرة محدودة على ربع البلاد، وتسعى لصد تركيا، والمناورة ما بين روسيا وإيران. بيد أن هدفها البعيد يتمثل بكسب حكم ذاتي لكرد سوريا في أي تسوية سلمية يمكن أن تتم مستقبلاً.
الوجود الأميركي
أين توجد الولايات المتحدة إذن بين كل هؤلاء؟
يتمثل السهم الأميركي الملموس في خضم كل هذا بما يقارب من 900 جندي أميركي تم تقسيمهم على قاعدة عسكرية في شمال شرقي سوريا حيث يسيطر الكرد، وحامية صغيرة في التنف، تقع في منطقة تخضع للسيطرة السورية والروسية والإيرانية بالقرب من عقدة مفترق الطرق الفاصلة بين الحدود السورية والعراقية والأردنية. وتلك القواعد هي كل ما تبقى بعدما دفع الرئيس دونالد ترامب للانسحاب الكامل في عام 2018، تلك السياسة التي كانت سبباً من الأسباب التي دفعت وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة، غير أن ترامب تراجع عن تلك الخطوة في نهاية الأمر، وأعلن عن احتفاظه بعدد صغير من القواعد في سوريا لتأمين حقول النفط القليلة الموجودة هناك، فكان ذلك التصريح بمثابة ورقة التوت التي سرعان ما تذرع بها مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية ممن يرون بأن الانسحاب الكامل من سوريا يمثل خطأ فادحاً.
واليوم، تقوم تلك القوات الأميركية بتسيير دوريات، وتقديم المشورة والدعم لقوات قسد الكردية في حروبها مع تنظيم الدولة، وتسهم في ترسيخ الاستقرار في المناطق المتنازع عليها من قبل قوات عديدة. وبالرغم من عدم مناقشة ذلك الأمر على العلن، إلا أنني أعتقد بأن القاعدة الأميركية الموجودة في شمال شرقي سوريا تؤمن منطقة عازلة ضد أي هجمات تستهدف الكرد من قبل تركيا، تلك الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي. فيما تمثل الحامية الموجودة في جنوب شرقي سوريا سيطرة أميركية على منطقة صغيرة يرغب كل من الأسد وحلفائه باستعادتها وتأمينها، ولهذا تعرضت لهجوم على يد قوات تدعمها إيران خلال العام الماضي. أي أن وجود القوات الأميركية في كلا الموقعين يسهل عمليات مكافحة الإرهاب كما حدث مع تلك الغارة التي استهدفت القرشي زعيم تنظيم الدولة.
الإرهاب: فلول تنظيم الدولة وفرع تنظيم القاعدة
بالنسبة للإرهابيين الموجودين في سوريا، مايزال تنظيم الدولة أخطر تنظيم في البلاد، وقد ظهر هذا التنظيم مؤخراً في هجومه على سجن يقع في شمالي سوريا، فاحتاج الكرد بوجود الدعم الأميركي إلى أسبوع لصد تلك الهجمة العنيفة واستعادة السجن. من الصعب التوصل لتقديرات موثوقة بالنسبة لقوة تنظيم الدولة الحالية، ولكن في عام 2020، أعلنت الأمم المتحدة بأن تعداد مقاتلي هذا التنظيم وصل إلى 10 آلاف مقاتل، وهم يعملون ضمن خلايا صغيرة تتنقل بين سوريا والعراق.
أما تنظيم القاعدة فلم يمثل قوة كبيرة في سوريا بحد ذاته، بل الأهم منه كان تنظيم هيئة تحرير الشام، الذي تطور بعدما كان فرعاً محلياً لتنظيم القاعدة. وبالرغم من التزام هيئة تحرير الشام بفكر سلفي متشدد، إلا أن تلك الجماعة تنسق جهودها لطمس أصولها الإرهابية بما أنها تسعى للاحتفاظ بقدر من السيطرة على محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا والتي تعتبر منطقة متنازعاً عليها بشكل كبير.
هل ثمة طريق للتقدم؟
في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بدراسة سياستها ونهجها في سوريا، لابد لها من مراعاة الحقائق الأساسية التالية:
- من الواضح عدم وجود حل عسكري، حتى وإن بقي الوجود العسكري الأميركي ضرورياً للتوصل إلى حل كهذا، وذلك لأن القتال لمدة عقد من الزمان لم ينتج عنه سوى تجميد للنزاع في ذلك المكان.
- قد يواصل المبعوث الأممي إلى سوريا الدعوة لعقد اجتماعات، إلا أن العملية التي تديرها الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يدعو لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي أصبحت في طور الاحتضار.
- لقد ضحت الولايات المتحدة بقدر كبير من نفوذها لكنها بقيت الدولة الوحيدة التي تتمتع بفرصة رأب الصدع الذي يمنع التوصل إلى تسوية.
- لا يمكن للولايات المتحدة أن تحقق أي شيء على الصعيد الدبلوماسي دون مشاركة روسيا، وربما إيران أيضاً.
- مع تزايد الشكوك حول احتفاظ الولايات المتحدة بقوتها، تترسخ في الشرق الأوسط الفكرة القائلة بأن الأسد موجود ليبقى، ولهذا قامت دولة الإمارات بإعادة فتح سفارتها في دمشق عام 2018، كما أعادت عمان سفيرها إلى سوريا في عام 2020، وكذلك الأمر بالنسبة للبحرين التي أعادت سفيرها في عام 2021. أما السعودية فقد فتحت قنواتها الاستخبارية مع النظام، وأخذت مصر تتحدث عن "إعادة سوريا للحظيرة العربية".
ليس من الصعب فهم كيف ينظر صناع القرار الأميركيون إلى المتاهة السورية ويقولون: إنها ليست صعبة جداً، إلا أن كأسنا امتلأت كثيراً، وسنواصل ضرب الإرهابيين، وفيما عدا ذلك سنركز على مشكلات أهم.
ولكن أن تدير الولايات المتحدة ظهرها فهذا دليل على إمكانية قيام الحكام الديكتاتوريين المتوحشين بظلم شعبهم بلا رحمة والبقاء في السلطة، كما أنه مؤشر على أنه بوسع إيران أن تقيم الجسر الذي تريده لنفوذها في الشرق الأوسط، وهو دليل على تفوق روسيا على الولايات المتحدة في منطقة مهمة بالنسبة لحلفاء أميركا، بما أن واشنطن تاريخياً بقيت "الوسيط الصادق" في هذه المنطقة. وقد يدل ذلك أيضاً على استمرار تشرد 12 مليون سوري الذين تحولوا إما إلى نازحين داخلياً أو لاجئين خارج البلاد، والذين يمثلون أكبر موجة نزوح بشرية ظهرت منذ الحرب العالمية الثانية، ودليل على أن السبب الأساسي الذي دفع لقيام الحرب في سوريا، أي المطالبة الشعبية بإنهاء الحكم الظالم لعشيرة من الأقلية، سيبقى دون أي معالجة. كما يشير إلى أن المتطرفين الإسلاميين سيظلون قادرين على إيجاد ملاذ لهم، إلى جانب قيامهم بتجنيد الشباب ووضع الخطط والمؤامرات وسط حالة الفوضى المستمرة.
فإذا اختارت الولايات المتحدة تصعيد اللعبة، فيجب أن تكون أي استراتيجية تختارها طويلة الأمد، وتدريجية، وواضحة من حيث أولوياتها. ويبقى الهدف النهائي هو تحقيق مصالحة سياسية أو إقامة حكومة جديدة أو انتقالية تلتزم بخدمة شعبها، تماماً كما هي تصورات الحل بالنسبة للقرار مجلس الأمن الدولي.
وفي الوقت الذي يبدو ذلك فيه ضرباً من الخيال اليوم، قد يصبح بالإمكان الضغط على الأسد على المدى البعيد ليسمح بعودة اللاجئين بشكل آمن بموجب عمليات إعادة توطين تخضع لرقابة دولية، مع فرض شروط مماثلة لدمج قوات المعارضة. وتمثل تلك الحلول النهج الذي أوصى به المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، إذ يمكن للولايات المتحدة أن تحشد لتحقيق هذا الهدف دعماً دولياً قوياً.
ويأتي بعد ذلك في المرتبة الثانية أولوية تحجيم الدور الإيراني، وذلك لأن إيران ضربت جذورها عميقاً بشكل يمنع طردها في أي وقت قريب، ولكن من غير المنطقي السعي لتحجيم ترسانتها من الأسلحة المتطورة، وهنا لابد وأن تحتاج الولايات المتحدة للنفوذ الروسي. وقد يتحول ذلك إلى هدف يستحق المتابعة في حال نجحت الولايات المتحدة وشركاؤها في إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015 والذي يقضي بتحجيم البرنامج النووي لإيران. وهنا لابد لواشنطن أن تفكر بما ينبغي عليها أن تقدمه لروسيا مقابل دعمها في هذا الملف. فإن حققت الولايات المتحدة بعض الزخم على هذا الصعب، فسيكون هنالك أمل لرأب صدع عدم الثقة الذي تحدث عنه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن وقال إنه يعرقل العملية التي تقودها الأمم المتحدة.
لقد اتسمت السياسة الأميركية تجاه سوريا خلال العقد المنصرم بعدم القدرة على اتخاذ قرار بوجود خيارات ضعيفة. إلا أن سوريا تمثل الحكمة القديمة في مجال السياسة الدولية والتي ترى بأن عدم اتخاذ قرار يعادل اتخاذ قرار في معظم الأحيان، وذلك عندما تقوم أطراف أخرى بتسلم زمام المبادرة وملء الفراغ. أما في سوريا، فقد ضاع الوقت، وكبر حجم المشكلات وتضخم، لذا فإن المطلوب هو ثبات في الهدف وأولويات محددة بوضوح، ولعل التوقيت المناسب لكل ذلك قد انقضى، إلا أن العالم مفتوح بشكل مدهش على القيادة الأميركية، حتى وإن أتت متأخرة.
المصدر: غريد نيوز