قال رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، إن تدفق اللاجئين عبر الحدود البيلاروسية نحو دول الاتحاد الأوروبي لا يتوقف.
وفي تصريحات نقلها موقع "بيلاروسيا اليوم"، أوضح لوكاشينكو أن "أعداد اللاجئين انخفضت، إلا أن المشكلة لا تزال قائمة"، مشيراً إلى أن "تدفق اللاجئين من شمالي آسيا وسوريا وأفغانستان وإيران، وحتى من منطقة الخليج العربي، لا يتوقف".
وعن اللاجئين الأوكرانيين، قال لوكاشينكو "هؤلاء أهلنا، ولا مشكلة في قدومهم إلى بلادنا، نحن شعب واحد ولهم مكانة خاصة بيننا، ومستعدون لإيوائهم وإطعامهم وعلاجهم وكسوتهم".
وطلب الرئيس البيلاروسي من قوات أمن بلاده تشديد الإجراءات الحدودية خلال العام 2023، في حين قام حرس الحدود البيلاروسي بمجموعة من الإجراءات خلال العام الماضي، للحد من الهجرة غير القانونية عبر الحدود، وفق "بيلاروسيا اليوم".
17 لاجئاً توفوا على حدود بيلاروسيا مع الاتحاد الأوروبي
ووفق رئيس لجنة الحدود في بيلاروسيا، أناتولي لابو، فإنه منذ بداية أزمة الهجرة، بين آب 2021 وكانون الثاني 2023، تم العثور على 17 لاجئاً ميتاً في المنطقة المجاورة مباشرة للحدود مع الاتحاد الأوروبي، وفق "بيلاروسيا اليوم".
وأشار المسؤول البيلاروسي إلى أنه خلال العام 2022، تم إيقاف أكثر من 3800 محاولة لطرد مجموعات من طالبي اللجوء بشكل غير قانوني من أراضي دول الاتحاد الأوروبي المجاورة، من 31 ألف طالب لجوء.
وذكرت "لجنة حماية المدنيين" في بيلاروسيا أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تم اعتقالهم في العام 2022 بلغ 318 مهاجراً، بارتفاع نسبته 51 % عن العام الذي قبله، بالإضافة إلى زيادة بنسبة 10 % في العدد الإجمالي خلال العام الماضي لمنتهكي القوانين الخاصة بالدولة على الحدود مع الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ عددهم 1857 شخصاً، في مقابل 2043 شخصاً في العام 2021.
أزمة طالبي اللجوء على حدود بيلاروسيا
وبين نهاية العام 2021 وبداية العام 2022، شهدت الحدود البيلاروسية البولندية أزمة كبيرة، إثر احتشاد آلاف من طالبي اللجوء، بينهم سوريون وعراقيون وأفغان، أنفقوا مدخرات حياتهم في سبيل الفرار من الحروب في بلادهم نحو دول أوروبا الغربية.
واتهم الاتحاد الأوروبي حينذاك بيلاروسيا بافتعال الأزمة، واستخدام المهاجرين كسلاح ضد أوروبا، في حين أثبت تحقيق لمنصة "تأكد" تورط شركة طيران "أجنحة الشام" التابعة للنظام السوري بأزمة المهاجرين، وبتسهيل من السلطات البيلاروسية، لاستخدام طالبي اللجوء السوريين لأهداف سياسية.
ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتل، وذلك رداً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده بعد "القمع الوحشي" الذي مارسه نظامه بحق المعارضة.
وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت إن طالبي اللجوء السوريين والعراقيين الذين يحاولون دخول الاتحاد الأوروبي من بيلاروسيا يواجهون عمليات صد وانتهاكات لحقوق الإنسان على الحدود البيلاروسية - البولندية؛ كالتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة والظروف غير الإنسانية والابتزاز وغيرها من الانتهاكات.
ويسافر طالبو اللجوء إلى بيلاروسيا أولاً، ثم يتابعون طريقهم بعد ذلك عبر ليتوانيا وبولندا في اتجاه الغرب، وغالباً ما يستعينون بمهربين لإيصالهم إلى ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي.