ملخص:
- رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، أعرب عن استعداده للقاء نظيره السوري، حمودة صباغ، مشدداً على أهمية الدبلوماسية البرلمانية.
- كورتولموش أكد على عدم وجود عداء بين الشعبين السوري والتركي وأهمية تطبيع السياسة الخارجية التركية لتعزيز قوتها في النظام العالمي الجديد.
- في رد على سؤال حول المستفيد من الأوضاع في الشرق الأوسط، أشار كورتولموش إلى أن إسرائيل هي المستفيد الوحيد.
- تصريحات كورتولموش جاءت بعد خطاب بشار الأسد الذي اقترح "ورقة مبادئ" لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا.
- وزارة الخارجية التركية أوضحت أن أولويات تركيا تشمل مكافحة الإرهاب، ضمان أمن الحدود، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين.
أعلن رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، يوم الأربعاء، عن استعداده للقاء رئيس "مجلس الشعب" التابع للنظام السوري، حمودة صباغ، مؤكداً على أهمية الدبلوماسية البرلمانية.
وأوضح كورتولموش، خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات التركية، أن الشعبين السوري والتركي لا يحملان أي عداء تجاه بعضهما البعض، معبراً عن استعداده للقاء نظيره السوري إذا ما طُلب منه ذلك.
وأشار إلى أن تطبيع السياسة الخارجية التركية يعزز من قوة تركيا في النظام العالمي الجديد، مشدداً على ضرورة تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وفي سياق آخر، رد "كورتولموش" على سؤال حول المستفيد الأكبر من الأحداث في منطقة الشرق الأوسط على مدار الثلاثة عشر عاماً الماضية، لا سيما في سوريا، حيث قال إن إسرائيل هي المستفيد الوحيد، مضيفاً أن النتيجة الأبرز لما جرى هو أن إسرائيل لم تعد تواجه تحدياً كبيراً في المنطقة.
وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من خطاب رئيس النظام، بشار الأسد، أمام "مجلس الشعب" التابع له، بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع، وتطرق فيه إلى العلاقة مع تركيا، واضعاً أسساً جديدة للتفاوض معها، مقترحاً التوقيع على "ورقة مبادئ" مشتركة.
بشار الأسد يقترح "ورقة مبادئ" للتطبيع
ووفقاً لما نقلته وكالة أنباء النظام "سانا"، قال بشار الأسد خلال خطابه: "مع كل يوم مضى دون تقدم، كان الضرر يتراكم ليس على الجانب السوري فحسب، بل على الجانب التركي أيضاً.. انطلقنا في تعاملنا مع هذه المبادرات من مبادئنا ومصالحنا التي لا تتعارض عادة بين الدول المتجاورة في حال كانت النوايا غير مؤذية، فالسيادة والقانون الدولي يتوافقان مع مبادئ كل الأطراف الجادة في استعادة العلاقة، ومكافحة الإرهاب مصلحة مشتركة للطرفين".
وطرح بشار الأسد في كلمته خطة لتطبيع العلاقات مع تركيا، حيث قال إن أي عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية لكي تنجح، مضيفاً أن عدم وجود مرجعية للقاءات والمبادرات السابقة كان سبباً في عدم تحقيق نتائج.
ووفق قول "الأسد"، هذه المرجعية قد تستند إلى عدة أشياء تتفق عليها الأطراف المختلفة، وعلى سبيل المثال، يصرح المسؤولون الأتراك بشكل مستمر عن موضوع اللاجئين وموضوع الإرهاب، وما يصرح به النظام بشكل مستمر هو موضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وموضوع الإرهاب أيضاً.
وأضاف: "لا نعتقد أن هناك مشكلة في كل هذه العناوين الأربعة، سواء التركية أو السورية، وعندما يتم الاتفاق على هذه العناوين، يجب أن يصدر بيان مشترك من خلال لقاء بين المسؤولين من الطرفين على مستوى يُحدد لاحقاً".
ووفق طرح "الأسد"، هذا البيان المشترك يجب أن يتحول إلى "ورقة مبادئ" من شأنها أن تشكل قاعدة للإجراءات التي قد تتم لاحقاً بالنسبة لتطبيع العلاقة أو الانسحاب أو مكافحة الإرهاب.
وبرر بشار الأسد الحاجة إلى هذه الورقة بأنها "تنظم المفاوضات وتمنع المناورة أو المزاجية من أي طرف، وفي الوقت نفسه تشكل أداة يستند إليها أصحاب المبادرات تساعدهم على النجاح في مساعيهم".
تركيا تؤكد على شروطها للتطبيع مع النظام
أفادت مصادر من وزارة الخارجية التركية فيما يتعلق بمسار التطبيع مع النظام السوري بأن الأولوية تظل لتطهير الأراضي السورية من العناصر الإرهابية، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين.
وأكدت المصادر أن تركيا تركز على التعاون مع النظام السوري لمكافحة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا وضمان أمن الحدود. وفي إطار عملية التطبيع التي بدأت قبل عامين، أُعلمت جميع الأطراف بهذه الأولويات.
وبينت المصادر أن مسار تطبيع العلاقات مع النظام السوري يتضمن "تطهير الأراضي السورية من العناصر الإرهابية لضمان وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتحقيق توافق وطني حقيقي في سوريا يستند إلى مطالب الشعب السوري الشرعية، وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254".
وأضافت المصادر أن "توفير الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين، واستمرار تقديم المساعدات الإنسانية من دون انقطاع" يعدان جزءاً من هذا المسار.