أوقفت السلطات التركية في هاتاي شباناً سوريين بتهمة السرقة في أثناء بحثهم عن رفات أقاربهم لاستخراجها من تحت الأنقاض في اليوم الخامس من الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد.
وأوقفت السلطات التركية أبناء عمومة الشاب السوري (H.) وعددهم أربعة بتهمة السرقة، حيث كانوا يساعدون (H.) في البحث عن رفات والديه لانتشالها من تحت الأنقاض في ولاية هاتاي جنوبي تركيا، بحسب موقع (T24)
ولجأ السوري (H.) إلى تركيا قبل عدة سنوات، واستقر في ولاية هاتاي حيث عمل في مجال بيع أجهزة الهواتف النقالة، وعاش في منزل مع زوجته وأطفاله، قبل أن يتحول هذا المنزل إلى حطام إثر الزلزال، ويفقد على إثره زوجته وطفلته الصغيرة، ويصاب بكسور في أصابعه.
ويشير الموقع إلى أن السوري (H.) لم يستطع الخروج من تحت الأنقاض إلا بعد ثلاثة أيام، ودفن زوجته وابنته في اليوم الخامس من الزلزال، ومن ثم توجه إلى المنزل الذي يعيش فيه والده ووالدته وأخوه برفقة أولاد عمومته القادمين من أضنة، وذلك للمحاولة في استخراج عائلته من تحت الأنقاض.
"تعرضوا للضرب على يد الشرطة"
وبحسب المعلومات التي قدمها محامي الشاب السوري (H.) علي جان سوت، فإن الشاب وأولاد عمومته الأربعة تعرضوا للضرب على يد الشرطة وقوات الجندرما التركية، وأوقفوا أبناء العمومة الأربعة، في حين تركوا (H.) عند الأنقاض بعد أن بدأ الدم يسيل من يده إثر الكسر الموجود فيها.
"صوروهم وسرقوا أموالهم"
وادعى الشبان أن قوات الجندرما والشرطة التركية اقتادوهم إلى ساحات إحدى المدارس القريبة، وقاموا بتصويرهم بواسطة هواتفهم النقالة، وضربوهم مجدداً، ثم صادروا ساعاتهم وأموالهم، والتقطوا صوراً لهم قبل أن يطلقوا سراحهم، ليعودوا فوراً إلى ولاية أضنة التي قدموا منها.
وأوضح (H.) في حديثه إلى الموقع أنه تعرض للضرب المبرح أيضاً عند أنقاض منزل عائلته التي يبحث عنها، وكان يهم بتقديم شكوى بحق قوات الجندرما والشرطة، إلا أنه عندما شاهد المقاطع المصورة لأولاد عمومته، تراجع عن ذلك خوفاً من أن يصيبه شيء ما.
سيعودون إلى سوريا
وفي حديثه إلى (T24) قال المحامي "جان سوت": "موكلي شاهد مقاطع مصورة لعملية توقيف أولاد عمومته على وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضاف: "لم يقتادوا أبناء عمومته إلى مركز الشرطة، بل إلى مدرسة بيهان غينجاي الإعدادية، وضربوهم في باحة المدرسة، ووزعوا صورهم، ووضعوا أيديهم على الأموال التي بحوزتهم، وأجبروهم على التوقيع على صفحات بيضاء فارغة، كما تعرض موكلي للتعذيب عند مكان الحطام".
وتابع: "موكلي كان ينوي الذهاب إلى مكتب المدعي العام في هاتاي وتقديم شكوى جنائية، إلا أنه تراجع خشية أن يحدث أمرٌ ما، وسيعود إلى سوريا لأنه فقد أسرته بكاملها، ولأنه يشعر بالخطر".
ونفت رئاسة دائرة الاتصال التركية، في وقت سابق، أكاذيب طالت اللاجئين السوريين عقب الزلزالين المدمرين اللذين ضربا جنوبي البلاد، حيث ادعت بعض الجهات بأن اللاجئين السوريين يسرقون المحال والمنازل عقب الزلزال، بالإضافة إلى أن الحدود التركية فتحت على مصراعيها أمام السوريين للدخول إلى تركيا.