نقل موقع "The Cradle" عن مصادر من النظام السوري قولها إن زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى دمشق في 14 كانون الثاني الجاري، " لم تكن لإظهار أن طهران تجاوزت أزمتها الداخلية، بل كانت لمعالجة سوء الفهم" بشأن التطبيع مع تركيا.
وقالت المصادر إن عبد اللهيان "سعى إلى تصحيح الارتباك مع النظام السوري بشأن اجتماع موسكو"، حيث لم يبلغ النظام حليفته إيران بمدى اتصالاته مع تركيا، على الرغم من أن طهران "توسطت مراراً بين أنقرة ودمشق".
وأشار المصدر إلى أن "الحكومة التركية أبقت طهران على اطلاع بالتطورات في موسكو، بينما لم تفعل دمشق ذلك، الأمر الذي أزعج الإيرانيين".
وفي 14 كانون الثاني الجاري، أجرى وزير الخارجية الإيرانية، على رأس وفد رفيع المستوى، زيارة إلى دمشق، التقى خلالها مع رئيس النظام، بشار الأسد، ووزير خارجيته، فيصل المقداد، وبحث "العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وآخر التطورات الإقليمية والدولية".
وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة دمشق، أعرب عبد اللهيان عن ترحيب بلاده بالمحادثات بين تركيا والنظام السوري، زاعماً أن "العلاقات بينهما تخدم مصالح المنطقة".
ما مكاسب إيران من تقارب تركيا مع النظام السوري؟
ووفق مصدر مسؤول إيراني، تحدث إلى موقع "The Cradle"، دون أن تسمه، فإن إيران "واثقة من أن التقارب بين النظام السوري وتركيا يخدم استراتيجيتها التي تسعى بشكل أساسي لإخراج القوات الأميركية من شرقي الفرات".
وأضاف المصدر أن "من مكاسب العلاقة المتطورة بين دمشق وأنقرة الاعتقاد الإيراني الروسي المشترك بأن استقطاب تركيا داخل الناتو هو مسمار استراتيجي في نعش الوجود الأميركي في سوريا".
ووفق المسؤول الإيراني فإن طهران "ترى الحوار بين تركيا والنظام السوري يخدم مشروعاً آخر، وهو فرصة للبلدان التي فرضت الولايات المتحدة عليها عقوبات لإقامة تعاون اقتصادي يمكنها من خلاله تشكيل سلسلة إمداد، تتجاوز خطوط الحصار المفروض من قبل واشنطن وتخفيف آثاره".
يشار إلى أنه على الرغم من تشارك إيران مع روسيا وتركيا في إدارة "مسار أستانا"، الذي تعتبره الدول الثلاث محورياً لتنسيق عملياتها ومصالحها في سوريا، فإن كلاً من أنقرة وموسكو تجاهلتا الدور الإيراني في خطوات التقارب التركي مع النظام السوري، خاصة أن طهران من دول النفوذ الأساسية على الأرض السورية.
وبعد أيام قليلة من الإعلان عن لقاء موسكو، الذي جمع وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري، أعربت وسائل إعلام إيرانية مقرّبة من التيار المتشدد عن قلقها من الاجتماع، معتبرة أن لقاء موسكو هو "ثلاثية جديدة موازية لمسار أستانا، ويمكنها التنافس، بل وحتى استبدال، المسار".
إلا أن وزير خارجية النظام السوري أكد، عقب اللقاء، لنظيره الإيراني على أنه "من الضروري أن تلعب إيران دوراً في أي مبادرة سياسية في سوريا"، مشيداً بـ "الدور الإيراني الفعّال للمساعدة في تسوية الأزمة السورية".