عرض أحد محال بيع طيور الزينة في محافظة حماة، نوعاً من الحيوانات البرمائية (السلمندر الناري) للبيع دون الدراية بمخاطره على الإنسان والبيئة.
الناشط البيئي يمان عمران، من فريق هواة الحياة البرية السورية، قال لموقع "أثر برس" إن بيع هذا الحيوان هو خطر كبير من الناحية البيئية، والاتجار به له أثر سلبي خاصة مع جهل البائع والمشتري بمعلومات هذا الحيوان.
واعتبر أن تجاهل هذه القضايا سيفتح المجال لبيع الصيادين أي نوع من الحيوانات الضارة مستقبلاً خاصة أنهم يعرضون صيدهم على صفحات الفيس بوك دون رقيب.
وأضاف أن "السلمندر الناري السوري" أو "سلمندر الشرق الأدنى الناري" (عروس النبع) هو حيوان ينتمي للبرمائيات وليس للزواحف، وليس نادراً بل دائم المصادفة من قبل السكان المحليين في أماكن انتشاره من مناطق الساحل السوري، قرب الينابيع ومجاري الماء العذبة النقية.
وأكد عمران أن هذا السلمندر لا يباع ولا يشترى لا داخل البلاد ولا خارجها قطعياً، فهو حساس جداً لا يعيش في الأسر إطلاقاً وليس له أي فائدة للطبابة أو غيرها، بل فوائده تكون وهو طليق في البرية يفترس صغار القواقع (الحلزون) ويرقات الحشرات وغيرها من الرخويات الضارة بالمزارعين.
حيوان سام وخطير على الإنسان
والأكثر أهمية من ذلك بحسب عمران، هو أن "السلمندر الناري" لديه جلد سام وبالتالي سيكون خطيراً على الأطفال بالدرجة الأولى لكون الطفل يمسك بكل شيء بلا حذر ويضع الأشياء في فمه.
ويعتبر "السلمندر الناري" من الكائنات السامة كأغلب أقاربه من الضفادع، حيث يمتلك غدداً جلدية للسم تتركز خاصة حول الرأس وسطح الجلد الظهري فالأجزاء الملونة من جلد الحيوان عادة ما تتطابق مع هذه الغدد.
وفي حال حاول حيوان ما عض "السلمندر الناري" أو خدشه والضغط عليه فإنه يفرز من غدده سائلاً حليبياً أبيضَ لاذعاً وبرائحة قوية كريهة، تجعل المفترس يشعر بالغثيان فينفر ويبتعد عنه (أي أن السم ذو مهمة تنفيرية) فلا يعد خطيراً على الإنسان إن لم يلامس السم الفم أو العينين، إذ يفرز سمه فقط في حال تعرض للضغط والأذى وهو مخلوق بليد وأليف.
الحيوانات البرية في سوريا
ويمنع في سوريا حجز أو نقل الطرائد الحية من الطيور والحيوانات البرية إلا إذا كان ذلك بهدف تربيتها، وإكثارها، أو تحجيلها، أو بهدف البحث العلمي، وبموجب موافقة مسبقة تمنح من قبل المجلس الفرعي.
وتشهد سوريا تدهوراً بيئياً كبيراً بما يخص الحيوانات البرية، بسبب الصيد الجائر، وحجزها بظروف لا تمت إلى السلامة أو الرحمة بأي صلة، ودون معرفة أخطارها على البيئة والإنسان، ومن دون تمييز إن كانت سامةً أم لا.