شنّ الجيش اللبناني مساء أمس الأربعاء، حملة دهم واعتقال طالت العشرات من اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات قضاء النبطية، جنوبي لبنان.
وتداولت مواقع إخبارية لبنانية محلية نبأ عمليات الدهم والاعتقال التي تنفّذها وحدات من الجيش اللبناني في مخيمات بلدة النبطية -أحد معاقل "حزب الله" اللبناني، واعتقال لاجئين سوريين مقيمين فيها، من دون تحديدٍ دقيق لعددهم الذي قالت عنه المصادر إنه بـ "العشرات".
وأكّدت المصادر المحلية توقيف عدد من السوريين من مخيم مرج الخوخ (الخيام) ومخيمات الوزاني في محيط قضاء النبطية، بذريعة "دخولهم لبنان بطريقة غير شرعية".
توقيف عدد من السوريين من مخيم مرج الخوخ (الخيام) ومخيمات الوزاني لدخولهم لبنان بطريقة غير شرعية
— موقع النبطية (@Nabatiehorg) April 26, 2023
السوريون في الجنوب اللبناني
ويعمل القسم الأكبر من اللاجئين السوريين "الذين يبلغ عددهم مئات الآلاف في مناطق الجنوب اللبناني، في مجالات الزراعة والبناء على وجه الخصوص"، وفق ما أفاد به موقع "جنوبية" اللبناني.
ويضيف الموقع أن السوريين المنتشرين خارج مخيمات الجنوب، يقيم غالبيتهم في منازل مستأجرة في البلدات والقرى الممتدة من صيدا إلى النبطية، في جزين ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل وصور وغيرها. بينما تنحصر التجمعات في مناطق محدودة ومنها منطقة الشواكير في صور ومنطقة رأس العين الساحلية وسهل مرجعيون، حيث يعمل القاطنون فيها، في بساتين الحمضيات والموز وزراعة الخضار والتبغ.
أجهزة الدولة اللبنانية "تستقوي" على اللاجئ السوري!
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 26, 2023
تحريض ممنهج وعنصرية وقرارات عاجلة تهدد حياة وأمن آلاف اللاجئين
إليك آخر التفاصيل#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/kevznUJUao
تصعيد غير مسبوق ضد السوريين في لبنان
ويشهد ملف اللاجئين السوريين في لبنان تصعيداً غير مسبوق في الخطابات المطالبة بترحيلهم وإثارة العداء والكراهية ضدهم من قبل مسؤولين حكوميين وسياسيين وإعلاميين. وانعكس ذلك سلباً على موقف المنظمات الدولية والمجتمع الدولي من الحكومة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والأمنية.
ونقل المصدر عن مسؤول أممي لم يسمّه، قوله إن "الاستراتيجية قصيرة المدى التي يتّبعها لبنان تجاه الملف السوري، ستؤدي إلى تفاقم الأخطار التي قد تواجهها على المدى الطويل. هذا الملف لا حلّ جدياً له إلا بتوافقات إقليمية دولية عربية شاملة".
وكشف المسؤول أن "13 بلدية في لبنان أجلت 3664 سوريا من منازل استأجروها، بينما يواجه 55 ألف لاجىء خطر الإجلاء".
وارتفعت حدّة المواقف من السوريين، عقب البيان الذي صدر عن لسان نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في منظمة العفو الدولية، آية مجذوب، التي دعت السلطات اللبنانية إلى "وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئين سوريين خشية أن يتعرضوا لتعذيب أو اضطهاد" من قبل النظام السوري عند عودتهم إلى بلادهم التي تشهد حرباً. وأكّدت مجذوب على ضرورة "عدم إعادة أي لاجىء إلى أي مكان تتعرض فيه حياته للخطر".
وأشارت مجذوب في بيانها الذي نشرته منظمة العفو الدولية، إلى أن "عشرات اللاجئين الذين دخلوا بشكل غير قانوني إلى لبنان، أو الذين يحملون أوراق إقامة منتهية الصلاحية، تمّ ترحيلهم وطردهم بعد عمليات دهم شنها الجيش اللبناني على منازلهم" في مختلف مناطق لبنان.