تظاهر مئات السوريين نصرة لأهالي غزة في مدينة إدلب، رافعين لافتاتٍ تعبِّر عن مشاعر الحزن التي يعيشها السوريون تجاه ما يحصل في القطاع المحاصر.
موقع تلفزيون سوريا جال في تلك الوقفة التضامنية، حيث أفاد أحد المتظاهرين (أبو شادي) المهجَّر من مخيم اليرموك بأن الاعتصام هو تعبير بسيط عن مشاعرهم تجاه الأحداث التي يعايشها أهالي غزة، وأضاف: "نحن نشعر بما يشعر به أهالي غزة لأننا تعرضنا لما يتعرضون له اليوم، خصوصاً أننا عشنا الحصار في دمشق، عرفنا القصف وعرفنا الجوع والقهر، لاسيما أن النظام وإسرائيل وجهان لعملة واحدة وإجرام واحد".
بينما أعرب الفلسطيني من سكان أطمة (زهير إبراهيم) عن أسفه لما يحدث في غزة، وقال: "ما حدث في السابع من أكتوبر والطوفان الذي قام به الفلسطينيون ما هو إلا موجة واحدة من موجات أكبر قادمة من كل الدول العربية، هذه القضية قضية إنسانية واجتماعية وأخلاقية إضافةً إلى كونها قضية المسلمين، ولا ننسى أن تضامن بعض أهالي أميركا من غير المسلمين هو تأكيد لفكرة أن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية أيضاً".
كما شارك بعض الفنانين السوريين برسوماتٍ تعبيرية مناصرة لأهالي غزة مثل الفنان (عزيز الأسمر) الذي قام برسومات أبرزها رسمة النعامة التي تغمر رأسها في التراب حتى لا ترى ما يحدث وقد شبهها بالأمم المتحدة، وقال لموقع تلفزيون سوريا: "تابعنا الأحداث في غزة وما كان باستطاعتنا إلا أن نناصرهم بما نملك، قمنا بالرسم التعبيري على جداريات فوق الجدران التي دمرها نظام الأسد المجرم، هذه رسالتنا لأهالينا في غزة بأن ألمهم ألمنا وجرحهم جرحنا، ونحن نعاتب (مصر أم الدنيا) التي لم يبدر منها أي تحرك تجاه ما يحدث في رفح".
بينما يستمر (أسامة الزعيم) بتنسيق وتنظيم فعاليات مناصرة لغزة ولرفح وقد أفاد: "منذ بداية العدوان ننظم وقفات طلابية في الجامعات وغيرها لنصرة أهالي غزة، وهذه وقفة من الوقفات التي نرسل أصواتنا من خلالها إلى العالم أجمع بأننا مع أهالي غزة ولن نخذلهم ولن ننسى جراحهم رغم جراحنا.
وأكّد المتظاهر (سامر دكور) لموقع تلفزيون سوريا بأنهم في هذه الوقفة يوجهون رسالة للعالم مفادها أن "الشعب السوري والفلسطيني واحد بدم واحد وقضية واحدة".
مقتل عشرات الآلاف في غزة
ومنذ الإثنين يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا شرق مدينة رفح زاعما أنه "محدود النطاق"، ما أسفر عن حركة نزوح قرابة 110 آلاف فلسطيني إلى جنوب غربي القطاع.
وخلف العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في 7 من تشرين الأول عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.