icon
التغطية الحية

دمشق وحلب في الصدارة.. مطالب شعبية بتعزيز الأمن وحماية المدنيين

2024.12.26 | 11:55 دمشق

آخر تحديث: 26.12.2024 | 12:27 دمشق

دمشق والأمن
سيارة تتبع للأمن السوري العام في دمشق
دمشق ـ عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- بعد سقوط النظام السوري، تحسن الوضع الأمني بشكل ملحوظ، مما سمح للسوريين بالتنقل بحرية أكبر دون الخوف من الاعتقالات أو الاعتداءات.
- رغم التحسن، تظل هناك مخاوف من الخلايا النائمة للنظام السابق ووجود أسلحة غير مرخصة، مما يستدعي تشديد الإجراءات الأمنية ودعوات للاستعانة بفصائل الثوار لضبط الأمن.
- شهدت المدن احتجاجات تطالب بمحاسبة مثيري الفتنة وتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية لضمان استقرار البلاد ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم السابقة.

في الطريق من بيروت إلى دمشق، أوقفت نقطة العبور السورية السيارة التي كانت تقل فريق موقع تلفزيون سوريا، من دون أن تجري تفتيشاً للسيارة مكتفين برؤية الهويات أو جوازات السفر مع ابتسامة لطيفة وترحيب كبير بالعودة إلى البلاد بعد إسقاط النظام وخلاص السوريين.

أكملت السيارة مسيرها باتجاه ريف دمشق مع المرور على بعض الحواجز من دون أي توقف أو تفتيش أو رؤية هويات، في واقع يراه السوريون جديداً وممتازاً بما يخص ضياع أيامهم خلال الـ14 سنة الماضية على الحواجز العسكرية التي كان النظام السوري يقطع بها أوصال البلد.

لم يعد هناك إتاوات

كان أكثر ما يعاني منه السوريون في مناطق سيطرة النظام من الحواجز العسكرية الدائمة أو المؤقتة "الطيارة" بسبب ما تشكله من خوف وقلق دائمين بالنسبة للمواطنين الذين كانوا يصطفون لساعات، مع ما يقومون به من اعتقالات واعتداءات وإساءات والحصول على إتاوات ورشاوى على معظم السيارات وخصوصاً التي فيها بضاعة ما يتسبب بزيادة أسعار السلع.

ومع سقوط النظام السوري لم يتبق هناك أي حواجز عسكرية بالمعنى السابق سوى تلك التي وضعتها إدارة العمليات العسكرية بالاتفاق مع حكومة تصريف الأعمال على مداخل دمشق ومداخل المدن في الريف المحيط بالعاصمة.

ورصد موقع تلفزيون سوريا العديد من الحواجز الأمنية والعسكرية في دمشق، مثل حاجز مطار المزة الذي يعد المدخل الرئيسي لدمشق من الغوطة الغربية، وحاجز اوتستراد العدوي الذي يعد أحد أبرز مداخل دمشق للقادمين من الغوطة الشرقية، وغيرها من الطرقات وعند مدخل سوق الحميدية والجامع الأموي وبالقرب من المباني الحكومية الرئيسية والأفرع الأمنية والجامعات.

وفي البحث عن الموضوع التقينا بالعديد من السوريين في شوارع دمشق وريفها لسؤالهم عن الحالة الأمنية، أثنى بعضهم على الوضع الجديد والراحة بعد سقوط النظام، كما أبدى بعضهم الآخر تخوفاتهم من خلايا النظام النائمة التي ما زالت تحمل السلاح إلى اليوم، أو من بعض الأشخاص الذي حصلوا على السلاح ولم يسلموه للنقاط الأمنية التي وضعتها الحكومة الجديدة.

وقال محمد أبو الهدى أحد المعلمين بدمشق، إن "الوضع الأمني جيد جداً وهناك راحة نفسية على الحواجز العسكرية، حيث الشباب مريحون وهادئون ومحترمون جداً ويتعاملون معنا كأهل وأصدقاء، ولا يطلبون بأغلب الأوقات  سوى هوياتنا الشخصية فقط وينظرون داخل السيارة ثم يشكروننا ونكمل طريقنا".

وأضاف أبو الهدى لموقع تلفزيون سوريا، أن "المواطنين اليوم يرون اختلافاً جذرياً بالتعامل من قبل الثوار لم يعد هناك أي شتائم أو مسبات أو حتى نظرات سيئة، شباب محترمون للغاية، وفقهم الله لصالح هذه البلاد".

من جهته، قال الضابط المتقاعد علاء مصطفى، إن "النظام لديه خلايا نائمة وأخشى من تحريكها في أي وقت، لذلك لابد من تشديد الحالة الأمنية في سوريا"، وتابع "كنت أخدم في صفوف النظام وتقاعدت مبكراً عام 2004، وأتخوف جداً من حالات انتقامية قد ينفذها عناصر من النظام أو من شبيحته أو ممن يعملون مع روسيا أو إيران أو أي دولة أخرى لم تكن تريد سقوط النظام السوري".

دمشق والأمن
ينتشر الأمن العام قرب كنيسة "سيدة دمشق" لحماية الاحتفالا بالميلاد ـ رويترز

وأردف الضابط مصطفى لموقع تلفزيون سوريا، أن "الوضع العام جيد، لكن يجب الاستعانة بجميع فصائل الثوار لضبط الأمن حالياً، ريثما يتم رفد قوات الأمن والشرطة بعناصر تكفي جميع المحافظات السورية، وبالأخص دمشق وحلب، درتا سوريا".

وألمح إلى أن القيادة العسكرية الجديدة لهذه البلد، لا شك لديها اطلاع كامل على الأوضاع الأمنية، ولكن من الأفضل التشديد حالياً، خصوصاً في أيام الجمع مع تجمهر الناس في الساحات الكبرى مثل الأمويين والعباسيين والجامع الأموي، وكذلك الحال في حلب عند القلعة وساحة سعد الله الجابري، وبقية المحافظات السورية.

كيف يرى السوريون الوضع الأمني؟

ويرى آخرون ممن استطلع تلفزيون سوريا آراءهم أن الحالة بشكل عام جيدة، ولكن لسنا ضد تفتيش السيارات ومراقبة حركة الدخول والخروج بما يناسب الوضع الجديد حتى يتم القبض على كافة من تلطخت أيديهم بالدماء وتسببوا باختفاء مئات الآلاف وتهجير نصف الشعب إلى خارج سوريا.

وحذروا من خطر الخلايا النائمة للنظام ومن الأشخاص الذين قد يحتفظون بأسلحة غير مرخصة. لهذا، يرى بعضهم أنه يجب تشديد الإجراءات الأمنية بدرجات أعلى لضمان الاستقرار وحماية المناطق من أية تهديدات قد تنجم عن هذه الخلايا أو الأشخاص الذين قد يسعون إلى الانتقام أو خلق الفوضى.

وشهدت مدن سورية مساء أمس الأربعاء، خروج عشرات الاحتجاجات لمطالبة الإدارة السورية الجديدة بمحاسبة "مثيري الفتنة الطائفية" والمحرضين على العنف في البلاد، بعد هجوم شنّه مسلحون من فلول النظام المخلوع على قوات الأمن الداخلي في ريف طرطوس ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 عنصراً من القوات.

وجاء ذلك بعد مظاهرات نظّمها فلول من نظام الأسد المخلوع أمس الأربعاء في اللاذقية وطرطوس وحمص، ردد فيها المشاركون شعارات طائفية، على خلفية تداول تسجيلات مصورة لاعتداء تعرض له ضريح "الخصيبي"، أحد مشايخ الطائفة العلوية بمدينة حلب قبل نحو 3 أسابيع.

وتتركز مطالب من التقينا بهم وهم من عموم المواطنين الذين نزلوا إلى شوارع دمشق وريفها للاحتفال بسقوط النظام أو للتسوق أو للعمل وفق التالي:

خطر الخلايا النائمة للنظام: رغم أن النظام قد سقط، إلا أن هناك مخاوف من أن بعض عناصره ما زالوا يحتفظون بالأسلحة ويمكنهم شن هجمات انتقامية في أي وقت.

وجود الأسلحة التي كانت في مقارّ قوات النظام والحواجز: بعض الأشخاص حصلوا على الأسلحة من المقار الأمنية والفرق العسكرية والحواجز ومن الطرقات في الساعات الأولى لسقوط النظام.

أهمية وجود أجهزة متطورة لكشف جميع أنواع المتفجرات والأسلحة، مثل كاشف المتفجرات وسكنر السيارات.

الانتقام من الموالين للنظام: هناك خشية من قيام مجموعات متبقية من النظام أو من مواليه بالقيام بأعمال انتقامية واتهام الحكومة الجديدة، كما حصل في مناطق ذات اختلاط طائفي وهي محدودة إلى الآن.

الاستقرار في ظل غياب قوى أمنية كافية: رغم تحسن الوضع الأمني، إلا أن الشرطة والأمن في بعض المناطق قد لا يكونون كافيين لمواجهة التحديات الأمنية، مما يقتضي الاعتماد على فصائل الثوار لضبط الأمن في الوقت الحالي.

المحاسبة والعدالة: لا يمكن أن تهدأ سوريا وتحصل على الاستقرار المطلوب من دون أن يحصل ذوو الضحايا على حقوقهم وفي المقدمة ذوو "الشهداء" والجرحى والمفقودين قسرياً، تليها مصالحة وطنية شاملة.