شهدت مدن سورية مساء أمس الأربعاء، خروج عشرات الاحتجاجات لمطالبة الإدارة السورية الجديدة بمحاسبة "مثيري الفتنة الطائفية" والمحرضين على العنف في البلاد، بعد هجوم شنّه مسلحون من فلول النظام المخلوع على قوات الأمن الداخلي في ريف طرطوس ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 20 عنصراً من القوات.
جاء ذلك بعد مظاهرات نظّمها فلول من نظام الأسد المخلوع أمس الأربعاء في اللاذقية وطرطوس وحمص، ردد فيها المشاركون شعارات طائفية، على خلفية تداول تسجيلات مصورة لاعتداء تعرض له ضريح "الخصيبي"، أحد مشايخ الطائفة العلوية بمدينة حلب قبل نحو 3 أسابيع.
قبل يومين واليوم !!!
— أنس المعراوي anasmaarawi (@anasanas84) December 25, 2024
كلاب ايران في سوريا #سوريا https://t.co/R4Af6mkFEz pic.twitter.com/eMsS0rKZXx
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة تظهر خطابات تحريض طائفي تطلقها بعض الشخصيات المحسوبة على أبناء الطائفة العلوية في سوريا، ومن بين تلك الشخصيات: لقمان بدر غرة وشجاع العلي، المعروفَان بولائهما الشديد للميليشيات الإيرانية.
بنفس طائفي.. شجاع العلي أحد زعماء الميليشيات وعصابات الخطف بريف حمص يحرض على حرق المساجد وقتل أبناء منطقة الحولة
— أنس المعراوي anasmaarawi (@anasanas84) December 25, 2024
ذيول ايران مستمرة ببث الفتن في بلاد الشام#سوريا pic.twitter.com/RLfM4kykUs
مظاهرات ليلية
في العاصمة دمشق، خرج أهالي حي المزة بمظاهرة ليلية استقبل فيها المتظاهرون قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة في أثناء دخولها الحي لتمشيطه من فلول النظام المخلوع، عقب خروج مظاهرات "طائفية" احتجاجاً على الاعتداء الذي طال ضريح "الخصيبي".
وفي مدينة حلب، خرج طلاب جامعة حلب في مظاهرات ليلية أكّد فيها المتظاهرون على وحدة السوريين وطالبوا بمحاسبة المحرضين على "الفتنة الطائفية".
كما خرجت مظاهرات ليلية داعمة للإدارة السورية الجديدة ومطالبة بنبذ الفتنة ومحاسبة المحرضين في كل من مدينتي إدلب وحماة، جاب فيها المتظاهرون شوارع المدينتين.
وفي مدينة اللاذقية، منع جهاز الأمن الداخلي عشرات المتظاهرين الغاضبين في حيّ صليبة من دخول أحياء تقطنها عائلات من الطائفة العلوية، منعاً للعنف وحفاظاً على أرواح أبناء تلك العائلات.
بينما أصدر وجهاء اللاذقية بياناً طالبوا فيه السلطات السورية بإخماد الفتنة، وفرض حظر تجول في مناطق التحريض ريثما تتم السيطرة على الأوضاع ومحاسبة المحرضين.
مقتل 14 عنصراً في وزارة الداخلية
وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلن وزير الداخلية السوري في حكومة تصريف الأعمال محمد عبد الرحمن، مقتل 14 عنصراً وإصابة 10 آخرين من قوات الأمن الداخلي بالوزارة "إثر تعرضهم لكمين غادر من قبل فلول النظام المجرم بريف محافظة طرطوس، في أثناء أدائهم لمهامهم في حفظ الأمن وسلامة الأهالي".
وأضاف وزير الداخلية في بيان، أن الوزارة "قدمت اليوم (الأربعاء) مثالاً في التضحية والفداء للحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسلامة أبنائها. هذه التضحيات لن تتوقف حتى تحقيق الاستقرار وبسط الأمن للشعب السوري، وسنضرب بيدٍ من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن سوريا وحياة أبنائها".
وأفادت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا بأن الهجوم حصل في قرية "خربة المعزة" بريف طرطوس، بعد أن حاولت فرق الأمن الداخلي اعتقال ضابط عسكري مرتبط بجرائم قتل وتعذيب في سجن صيدنايا خلال حقبة الرئيس السابق بشار الأسد مرتبطة بسجن صيدنايا.