في زيارته إلى دمشق في 17 تموز الماضي، أكد وزير الخارجية الصيني وانج بي، أن سوريا كانت تاريخياً جزءاً من "طريق الحرير" الذي يربط غرب آسيا بالصين، مؤكداً ضرورة الإنهاء العاجل للمعاناة الإنسانية للشعب السوري، ومساعدته على تعويض خسائره الاقتصادية التي زادت على (400 مليار دولار).
بيد أن الوزير الصيني لم يسمع -ربما!- عن شحنات الكبتاجون التي تنطلق من سوريا إلى كل العالم، وتحولت لمركز عالمي في هذا النوع من التجارات "القذرة" وباتت مع إيران والعراق وحزب الله "هلال غسيل أموال"، كما يصفه رئيس مجموعة اقتصاد عمل سوريا الدكتور أسامة القاضي.
ولا يخفى على أحد من أبناء منطقة السيدة زينب في دمشق، نشاط رجل الأعمال اللبناني هاني الموسوي، والذي يوصف بـ "وكيل حزب الله" لتجارة وترويج الحشيش في سوريا، هو وأبناؤه، ربيع هاني الموسوي وأكرم هاني الموسوي.
شركات التغطية على الأموال القذرة
وحصل موقع تلفزيون سوريا على صورة لقرار ترخيص ممنوح لـ "ربيع هاني الموسوي" لتأسيس شركة في سوريا، في خطوة رأى فيها رئيس مجموعة اقتصاد عمل سوريا الدكتور أسامة القاضي أن حزب الله بدأ بتأسيس شركات في سوريا للتغطية على "الأموال القذرة" التي يجنيها من تجارة المخدرات في سوريا.
وبالبحث في الشركات العائدة لربيع هاني الموسوي، نجد أنه شريك مؤسس في "شركة ستروي إكسبورت الشرق الأوسط" ومدير مكتب الشركة في سوريا، وشريك مؤسس في "شركة بيلد – تك"، ويمتلك 500 حصة في الشركة بنسبة 50%، ومدير وشريك مؤسس في "شركة الأسطورة للصناعة والمقاولات"، وشريك مؤسس في "شركة سيما للمقاولات والتعهدات" وشريك مؤسس في "شركة موبي فيدا"، ومدير عام وشريك مؤسس في "شركة سيما للإنشاءات والمقاولات والتعهدات". ومدير عام وشريك مؤسس في "شركة اسيريا" وشريك مؤسس في "شركة الباخرة الخضراء الجديدة للسياحة" ومدير وشريك مؤسس في "شركة نيثوم ستروي غروب"، ويمتلك 400 حصة في الشركة، بنسبة 40%، وتبلغ قيمتها 16,000,000 ليرة سورية. ومدير وشريك مؤسس في "شركة نيثوم ستروي للتجارة"، ويمتلك 500 حصة في الشركة، بنسبة 50%، وتبلغ قيمتها 2,500,000 ليرة سورية. ومدير وشريك مؤسس في "شركة ستروي إكسبرت آرادوس" ومدير في "شركة ستروي إكسبرت فينيق"ومدير وشريك مؤسس في "شركة ستروي إكسبرت للدراسات والاستشارات" .
الدكتور أسامة القاضي أكد في حديثه لتلفزيون سوريا أنه "بات في منطقة الشرق الأوسط هلال غسيل أموال من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا، والمورد الرئيسي لهذا الهلال المتصل هو غسيل الأموال بسبب العقوبات والتجارة الممنوعة التي يمارسها".
وأضاف الدكتور القاضي "أن دمشق باتت عاصمة الكبتاجون كما يسميها مراقبون، فلا مناصة لإيران من فتح شركات وهمية في دمشق، كما تثبت الوثيقة التي حصل عليها تلفزيون سوريا، لتوسعة الرقعة الجغرافية لهذه التجارة، وهي الطريقة الأمثل للهروب من العقوبات كما أنها تحمل أهدافاً ديمغرافية وطائفية وتسعى لتدمير المجتمعات في المنطقة وخاصة في سوريا، ولذلك بدل أن تكون العاصمة التاريخية في التجارة ورمز الازدهار الاقتصادي، باتت عاصمة الكبتاجون وهناك مئات الشركات الوهمية سجلت في سوريا لهذا الغرض وكذلك في جميع الدول التي يسيطر عليها هلال الكبتاجون".
في أواخر العام 2019 اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد أن مشروع "طريق الحرير" الصيني هو تحول استراتيجي بما يحقق الازدهار لسوريا، مشيرا إلى أن سوريا يمكن أن تكون جزءا منه عبر تطوير البنية التحتية ومساهمة الصين فيها. هذا من الناحية النظرية لكن عمليا كل الطرق تؤدي إلى "البقاع" اللبنانية مع تحول اقتصاد البلاد إلى اقتصاد كبتاجون، لا سيما بعد ضبط السلطات الإيطالية في تموز 2020 أكبر شحنة من مخدر الكبتاجون على مستوى العالم تبلغ 14 طنا وتقدر قيمتها بمليار يورو في مرفأ ساليرنو جنوب مدينة نابولي، وبعد التحقيق، ثبت تورط حزب الله والنظام السوري بالوقوف وراءها.