وصل سعر كيلو خروف الأضاحي بسوق المحمودلي بالرقة في بازار يوم الأربعاء إلى 7200 ليرة سورية للكيلو الواحد، بينما كان السعر منخفضاً أكثر بذات اليوم في دمشق وريفها بحسب بازارات سوق الرحيبة وتراوح الكيلو الحي بين 6000 – 6500 ليرة، وسط توقعات باستمرار الارتفاع مع اقتراب عيد الأضحى رغم انخفاض الطلب بشكل عام.
ووفقاً للأسعار، يكون كيلو الأضحية ارتفع عن العام الماضي بذات الفترة بنحو 300% حيث سجل عام 2019 قبل العيد بـ 10 أيام نحو 2250 ليرة سورية للكيلو مرتفعاً فقط نحو 500 ليرة عن 2018، بينما ارتفع هذا العام عن 2019 أكثر من 4000 ليرة، وزاد السعر عن الأسبوع الماضي وحده في دمشق وريفها نحو 1,000 ليرة سورية حيث بيع الكيلو بين 5300 – 5500 ليرة.
ويتراوح سعر الأضحية التي تزن بين 50 - 60 كيلوغراماً وهي الأكثر طلباً في العادة، بين 365 – 438 ألف ليرة بحسب أسعار الرقة، بينما يتراوح بين 300 – 400 ألف ليرة سورية في دمشق وريفها.
وعن سبب ارتفاع أسعار الخراف في المناطق الشرقية، أكد مصدر في اتحاد غرف الزراعة، أن "التهريب ينشط بهذه الفترة نحو دول الجوار عبر المناطق الشرقية، وهناك تباع الخراف بمزادات لتجار كي يتم تهريبها إلى العراق أو تركيا" مضيفاً أن "سعر الخروف في الجوار يصل إلى 600 دولار بينما في سوريا بالكاد يصل إلى 150 – 200 دولار".
وأضاف "نتيجة ضعف القدرة الشرائية للسوريين، وسط توقعات بعدم الإقبال على شراء خراف الأضاحي هذا العام، نشط التهريب بشكل كبير، وارتفع السعر خلال أيام أكثر من 1000 ليرة".
اللحام غير قادر على تناول اللحم
وبحسب بعض القصابين في دمشق وريفها، فإن مبيع اللحوم يومياً في أدنى حالاته، حتى أن بعضهم يفكر بإغلاق المحالّ لعدم قدرتهم على تسديد فواتير استمرار العمل، حيث أكد حيان (س) وهو صاحب ملحمة في جرمانا أنَّ "مبيع لحم الخروف شبه معدوم، ومجموع المبيعات اليومية بالكاد يصل إلى 5 كيلوات، وأغلب الزبائن يشترون بالوقية والوقيتين".
وأضاف "مع ارتفاع سعر اللحم الحي خلال أسبوع، وصل سعر كيلو اللحم الهبرة دون دهنة بعد الذبح إلى 25 ألف ليرة سورية وهامش الربح بسيط جداً لا يتجاوز الـ 1000 – 1500 ليرة، بينما سعر الكيلو الهبرة مع 20% دهنة بنحو 16 ألف ليرة، وهذه الأرقام صعبة جداً حتى عليّ أنا كقصاب".
وتابع "ما أجنيه يومياً من عملي بالكاد يغطي نفقات وأجور المحل، ولا يسمح لي أن أطهو اللحم في بيتي، وعلى ذلك أفكر بأن انتقل لبيع لحم الدجاج، علماً أنه أيضاً مرتفع لكن مبيعاته أفضل".
معضلة الأعلاف
وفي بداية حزيران الفائت رفعت "المؤسسة العامة للأعلاف" أسعار المواد العلفية بين 3,500 - 20,000 ليرة سورية للطن الواحد حسب النوع، بينما يزيد سعرها في السوق أكثر من الضعف بحسب مربين أكدوا أنهم يضطرون لشراء العلف من السوق بأسعار تختلف باختلاف سعر الصرف، وبالتالي أهم عوامل ارتفاع أسعار اللحوم هي ارتفاع سعر الصرف الذي يصل إلى 2300 ليرة للدولار وانعكس على أسعار الأعلاف المستوردة، إضافة إلى مساهمة الحكومة برفع سعر أعلافها المدعومة أيضاً.
وقال مصدر في المؤسسة إن "أغلب المواد العلفية التي تباع بسعر مدعوم للجمعيات الفلاحية، تصل إلى السوق السوداء لتباع بسعر مضاعف وليس منها أي فائدة إن وجدت كون المؤسسة تعتمد في تأمينها على التجار أيضاً"، مشيراً إلى أن مستودعات المؤسسة بالأساس خالية من المواد العلفية وتحديداً النخالة، ما يجعل اعتماد المربين في الشراء على السوق.
وعليه قال رئيس جمعية اللحامين أدمون قطيش في تصريحات صحفية سابقة، إن رفع سعر الأعلاف بتلك النسب كانت السبب الرئيس بقفزة أسعار اللحوم، إضافة إلى نشاط التهريب إلى لبنان والأردن والعراق وتركيا نتيجة ضعف الطلب المحلي.
أسعار الفروج ترتفع أيضاً
ووصلت أسعار الفروج بالسوق إلى 3300 ليرة سورية للكيلو، وشرحات الدجاج إلى 5200 ليرة للكيلو، والكستا لـ3300 ليرة، والجناحات بـ2400 ليرة.
وفي حزيران الماضي، توقع رئيس اتحاد الغرف الزراعية، محمد كشتو، أن ترتفع أسعار الفروج أكثر وأن يقل المعروض منها في الأسواق نتيجة خسارة المربين وخروج 70% من الإنتاج، معللاً ذلك بارتفاع سعر الأعلاف المستودرة واعتماد المربين عليها وسط عدم قدرة مؤسسة الأعلاف على تأمينها بسعر منطقي ولجميع المربين.
أحد بائعي الفروج في منطقة المرجة، قال إن "الطلب على الفروج ازداد مؤخراً نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، لكن زيادة الطلب أمام ضعف الإنتاج وقلته ساهم برفع الأسعار أكثر، ما سبب جموداً في السوق، حيث انخفضت المبيعات إلى أكثر من النصف حالياً وسط توقعات باستمرار انخفاض الإقبال وتفاقم الركود.
ويصل عدد اللحامين الموجودين في دمشق نحو 1,600، ويصل عدد المنتسبين لجمعية اللحامين إلى 615 لحاماً، حيث يقدّر استهلاك سكان دمشق بنحو 100 رأس عجل يومياً، وحوالي 250 – 300 طن من الفروج يومياً، وفق أرقام رسمية من جمعية اللحامين.