ملخص:
- دراسة في مجلة BMJ Global Health تؤكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسن الرعاية الصحية في مناطق النزاع مثل سوريا.
- النقص في الكوادر الصحية بسوريا، حيث تراجع عدد الأطباء من 0.529 إلى 0.291 لكل 1000 شخص بين 2010 و2018، يجعل الذكاء الاصطناعي ضروريًا.
- الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز الرعاية السريرية، يدعم العناية المركزة عن بعد، ويكشف مبكرًا عن حالات تعفن الدم.
- الدراسة تحذر من المخاطر مثل خصوصية البيانات والتحيز، وتدعو إلى إطار تنظيمي وأخلاقي واضح لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
أظهرت دراسة حديثة أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تحسين الرعاية الصحية في مناطق النزاع، مع تركيز خاص على سوريا.
وتشير الدراسة التي نشرتها مجلة BMJ Global Health إلى أن النقص الحاد في الكوادر الصحية في سوريا يمثل تحديًا كبيرًا، وسط تراجع عدد الأطباء من 0.529 إلى 0.291 لكل 1000 شخص بين عامي 2010 و2018، ما يجعل الذكاء الاصطناعي ليس فقط مفيدًا وإنما ضروريًا، خاصة في التخصصات التي يمكن فيها الاستفادة من اتخاذ القرارات المبنية على البيانات لتحسين الرعاية السريرية.
وتسلط الدراسة الضوء على مجالات متعددة يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعززها، بما في ذلك الرعاية السريرية المحسنة، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والمراقبة والتدخلات. مثال على ذلك هو دعم جولات العناية المركزة عن بعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يمكن أن يعزز من كفاءة وجودة التعاون الطبي عن بعد.
كما تلفت الدراسة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن حالات تعفن الدم، وتحليل غازات الدم، والمراقبة المستمرة للعلامات الحيوية للمريض، ما يمكن أن يساهم في تقليل معدل الوفيات الناجمة عن هذه الحالات.
التنبؤ بتفشي الأمراض
وتوضح الدراسة أيضًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يدعم التخطيط الصحي عبر التنبؤ بتفشي الأمراض وتوجيه الموارد البشرية والمعدات الطبية إلى المناطق الأكثر حاجة. كما تؤكد على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في حماية المنشآت الصحية والعاملين فيها من خلال التنبؤ بالضربات الجوية، حيث يمكن للأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل نظام HALA توفير تنبيهات في الوقت الفعلي لمقدمي الرعاية الصحية لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ومن الجوانب الأخرى التي تطرقت إليها الدراسة؛ تعزيز الرعاية الصحية المجتمعية من خلال دعم التعليم الصحي وتعزيز تغيير السلوكيات الصحية، حيث تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دورًا في الترويج للصحة المجتمعية عبر رسائل حول تحسين النظافة والعادات الصحية.
مخاطر الذكاء الاصطناعي
ومع ذلك، تحذر الدراسة من المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المخاطر المتعلقة بخصوصية البيانات والتحيز في الخوارزميات، والتأثير على التفاعل بين المريض والطبيب. وتُشير إلى أن عدم وجود إطار عمل تنظيمي واضح قد يؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة مثل العلاجات غير المناسبة وغياب المساءلة.
كما تشدد على أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب إرشادات أخلاقية واضحة وإطار عمل تنظيمي لضمان أن هذه التقنيات تدعم، بدلاً من تقويض، الخدمات الصحية العادلة والأخلاقية في سوريا.