قال خبراء إن النظام السوري تجنب التورط في حرب غزة، على الرغم من الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي أُلقي باللوم فيه على إسرائيل، وهدد بإشعال حريق إقليمي.
وذكرت وكالة "فرانس برس"، أن حكومة بشار الأسد تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين روسيا وإيران، اللتين دعمتاها خلال الحرب المستمرة منذ 13 عاماً وساعدتاها على استعادة الأراضي المفقودة.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: "لقد حذر الإسرائيليون الأسد بوضوح من أنه إذا تم استخدام سوريا ضدهم فسوف يدمرون نظامه".
وقال مصدر مقرب من "حزب الله" اللبناني إن الهجمات على مواقع إيران في سوريا دفعت طهران إلى تقليص وجودها العسكري في جميع أرجاء جنوبي سوريا، خاصة في المناطق المتاخمة للجولان.
نفي إيراني
وسبق أن نقلت الوكالة عن مصدر، أن القوات الإيرانية "لها مكتب تمثيلي فقط في دمشق، يتم من خلاله التواصل بين النظام السوري والحلفاء"، في إشارة إلى الميليشيات الموالية إلى إيران، مشيراً إلى أن "الاجتماعات كانت تُعقد داخل القنصلية الإيرانية، معتقدين أنهم بمأمن من الضربات الإسرائيلية".
وأكد المصدر المقرب من "حزب الله" أن إيران بدأت بسحب قواتها من سوريا بعد الغارة الإسرائيلية في 20 من كانون الثاني الماضي، والتي أسفرت عن مقتل خمسة من "الحرس الثوري" في دمشق، بينهم مسؤول استخبارات "فيلق القدس"، العميد يوسف أوميد زادة، ونائبه، بقصف استهدف مبنى سكنياً في حي المزة بدمشق.
في مقابل ذلك، نقلت قناة "الميادين" المقربة من إيران، عن مصدر سمته "مسؤولاً في محور المقاومة"، تأكيده أن "الأخبار التي تداولتها وسائل إعلام عالمية ومواقع عربية عن إجلاء إيرانيين من الجنوب السوري وتقليص أعدادهم غير صحيحة".
وقال المسؤول إنه "لا توجد قوات إيرانية في سوريا، بل مستشارون عسكريون موجودون بشكل قانوني وبالاتفاق مع سلطات النظام السوري".
وأكد المسؤول أن "المستشارين العسكريين الإيرانيين يواصلون أداء واجباتهم في سوريا، بموجب اتفاق مع دمشق".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، كشفت في 17 من نيسان الجاري، أن "الحرس الثوري" الإيراني بدأ بإخلاء قواعده وإجلاء قادته من سوريا، تحسباً لرد على هجوم شنته إيران على إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مستشارين سوريين وإيرانيين، لم تسمهم، أن "الحرس الثوري" و"حزب الله اللبناني" قلصا وجود كبار ضباطهما في سوريا، ونقلا الضباط ذوي الرتب المتوسطة من مواقعهم الأصلية في سوريا.