قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا بشأن ملف المساعدات دان ستوينيسكو اليوم الثلاثاء، إن روسيا تحاول تسييس ملف المساعدات الإنسانية إلى سوريا والسيطرة عليه.
وأضاف "ستوينيسكو" أن قرار تمديد آلية عبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة 6 أشهر غير كاف وليس جيداً، جاء ذلك في لقاء خاص مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا بثه تلفزيون سوريا مساء اليوم.
وأكد رئيس البعثة أن هناك الملايين من السوريين في شمال شرقي سوريا وغربيها، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية لكن روسيا لا تحترم القوانين الدولية بهذا الشأن، مشيراً إلى أن روسيا تستخدم الابتزاز في كل اجتماعات مجلس الأمن بما يخص المساعدات.
وأشار "ستوينيسكو" إلى أنه سيكون هناك إضافات لوقت إيصال المساعدات الإنسانية، وهناك إجراءات لمنع سيطرة النظام السوري على ملف المساعدات، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يقدم المساعدة للشعب السوري وليس للنظام، وهناك جهود لمنع سيطرة أي طرف في سوريا على المساعدات.
90 % من الشعب السوري تحت خط الفقر
وحول ما إذا كان هناك أي تنازلات من المجتمع الدولي مقابل تمرير قرار تمديد المساعدات، قال رئيس البعثة، إن قرار تمديد المساعدات إلى سوريا واضح جداً ولا توجد أي مصالحة من النظام السوري أو رفع عقوبات عنه، مشيراً إلى أن 90 % من الشعب السوري تحت خط الفقر.
وأكد رئيس البعثة أن المجتمع الدولي يدعم جهود التعافي المبكر والتأكد من أن الشعب السوري يعيش بأمان، وتم صرف نحو 20 مليار يورو داخل سوريا وخارجها لمساعدة الشعب.
مجلس الأمن يمدد آلية المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لـ 6 أشهر
واليوم الثلاثاء، وافق مجلس الأمن الدولي على تمديد آلية إيصال المساعدات الأممية إلى سوريا عبر تركيا لمدة 6 أشهر إضافية، وحظي قرار تمديد الآلية على إجماع الدول الأعضاء ما عدا فرنسا التي امتنعت عن التصويت، إذ قال السفير الفرنسي في المجلس نيكولا دو ريفيير إن بلاده ليست راضية عن هذا التجديد "الهش".
وكانت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، أكدت لوكالة (الأناضول) أمس الإثنين، عقد مجلس الأمن جلسة مشاورات طارئة للتفاوض حول آلية إدخال المساعدات إلى سوريا.
وقالت المصادر إن "بعض التعديلات أُدخلت على مشروع القرار الأيرلندي النرويجي المشترك الخاص بتمديد تفويض آلية نقل المساعدات إلى سوريا عبر معبر باب الهوى، لمدة عام والتي استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد تمريره الجمعة".
المساعدات عبر الحدود
وفي أوائل تموز 2020 استخدمت الصين وروسيا حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة كان من شأنه الإبقاء على نقطتي عبور حدوديتين من تركيا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب. بعد أيام، سمح المجلس بإيصال المساعدات عبر معبر باب الهوى فقط، لمدة عام، انتهى الأحد.
ويعد تصويت مجلس الأمن على عملية الإغاثة قضية مثيرة للخلاف منذ فترة طويلة، ولكنها تأتي هذا العام أيضاً وسط توترات متزايدة بين روسيا والدول الغربية بسبب غزو موسكو لأوكرانيا في 24 شباط.
والآلية الأممية سارية منذ عام 2014 وتسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية - التركية لأكثر من 2.4 مليون نسمة في منطقة إدلب. وعبرت الحدود خلال العام الحالي وحده أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حملت غالبيّتها مواد غذائية، وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وتعدّ عملية إيصال المساعدات ملحّة مع بلوغ الاحتياجات الإنسانية في سوريا أعلى مستوياتها منذ عام 2011، بحسب الأمم المتحدة.