ملخص
- توافد أرقام قياسية من المهاجرين على جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
- وصول أكثر من 5,000 شخص خلال الساعات الماضية.
- العدد الإجمالي للمهاجرين في مركز استقبال الجزيرة يبلغ أكثر من 6,000 شخص.
- الصليب الأحمر تشدد على أهمية إيجاد حلول لحالة الطوارئ وتنقل المهاجرين إلى البر الرئيسي.
- وفاة رضيع غرقاً بعد انقلاب قارب مهاجرين.
- تزايد أعداد المهاجرين يفرض تحديات على إيطاليا وفرنسا تشدد مراقبتها على الحدود.
- أحزاب سلوفاكية تطالب بعمليات تفتيش على الحدود لوقف تدفق المهاجرين من المجر.
شهدت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية توافد أرقام قياسية من المهاجرين، مع وصول أكثر من خمسة آلاف شخص على متن نحو 100 قارب انطلاقا من سواحل شمال أفريقيا، خلال الساعات الماضية.
وصباح اليوم الأربعاء، وصل عدد المهاجرين في مركز استقبال الجزيرة إلى أكثر من 6 آلاف شخص، بينهم عائلات وأطفال وقصر غير مصحوبين بذويهم. في حين أفادت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" بوصول 5 آلاف و112 مهاجرا خلال الليلة الماضية، وفق ما ذكر موقع "مهاجر نيوز".
نقل المهاجرين
وشدد مدير منظمة الصليب الأحمر الدولية، روزاريو فالاسترو، على "أهمية إيجاد حلول لحالة الطوارئ"، مضيفاً أنه "قبل أيام كان هناك أكثر من 4 آلاف شخص وكنا نتحدث عن الأرقام القياسية، اليوم نتحدث عن أرقام عدد الوافدين".
وقال "مهاجر نيوز" إنه مع تحسن الأحوال الجوية، غالباً ما تتزايد عمليات العبور إلى الجزيرة، حيث تعتبر بوابة دخول أساسية لقوارب المهاجرين التي تبحر من سواحل ليبيا وتونس، وتعمل عادة السلطات الإيطالية على استقبال الوافدين في مركز الجزيرة الوحيد، ومن أجل تخفيف العبء عن المنطقة تنقلهم إلى البر الرئيسي أو إلى جزر أخرى.
وأكد مدير الصليب الأحمر على أهمية نقل المهاجرين، موضحاً أن المنظمة "تدير عمليات الاستقبال، مع التركيز بشكل خاص على الفئات الأكثر هشاشة، لكن من الواضح أن عملية النقل من الجزيرة، والتي سمحت لنا حتى الآن بإبقاء الوضع تحت السيطرة، يجب أن تستمر خلال هذه الساعات".
ولا تزال مجموعات من الوافدين الجدد تنتظر في موانئ الجزيرة المختلفة، في حين قالت محافظة أجريجينتو إنها ستنقل 880 شخصاً بحلول نهاية اليوم.
وفاة رضيع غرقاً
ووفق "مهاجر نيوز"، فإن عمليات العبور لم تخل من الحوادث المأساوية، إذ ذكرت وسائل إعلام محلية وفاة طفل رضيع يبلغ من العمر خمسة أشهر غرقاً، بعدما انقلب القارب الذي كان على متنه برفقة نحو 46 شخصاً.
وأوردت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية رواية مأساوية للحادث، الذي وقع نحو الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أنه "حين تنفيذ خفر السواحل عملية الإنقاذ انتهى الأمر ببعض الأشخاص في الماء، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر خمسة أشهر".
وأشارت الصحيفة إلى "الصدمة التي تعرضت لها والدة الطفل التي تتحدر من غينيا ولا تبلغ من العمر سوى 17 عاماً"، واصفة حالتها بأنها "مأساوية"، وتشبثها بجثة الرضيع بعد الوفاة، في حين نقلت السلطات جثة الرضيع إلى مشرحة بلدة كالا بيسانا، بينما كانت الأم في مرفأ إمبرياكولا.
تضاعف أعداد الوافدين
وأشار "مهاجر نيوز" إلى أنه لا تزال هناك توقعات بتوافد قوارب جديدة من المهاجرين، بينما أشارت السلطات المحلية إلى أن عدد المهاجرين في الجزيرة حالياً يبلغ 6 آلاف و792 شخصاً.
ووفقا لبيانات وزارة الداخلية، فإنه منذ بداية العام الجاري، وصل نحو 118,500 مهاجر بالقوارب إلى إيطاليا، وهو ما يقرب من ضعف العدد المسجل في نفس الفترة من العام 2022 والذي بلغ 64,529.
ومساء أمس الثلاثاء، قال عمدة لامبيدوزا، فيليبو مانينو، إن الجزيرة "لا تستطيع الصمود في وجه هذه الموجة الصادمة".
إجراءات فرنسية وألمانية
من جانب آخر، تعمل فرنسا على تشديد مراقبتها على حدودها مع إيطاليا، في أعقاب التزايد المتواصل لتوافد المهاجرين، إذ يسعى كثير من هؤلاء لمواصلة رحلتهم إلى فرنسا عن طريق جبال الألب الحدودية بين البلدين.
كما يسعى بعض الوافدين إلى التوجه فيما بعد إلى ألمانيا، لكن الحكومة الألمانية اتخذت قراراً بتعليق اتفاقها مع إيطاليا، معتبرة أن روما لا تحترم التزاماتها بموجب قواعد دبلن للاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في برلين إنه بموجب خطة التضامن الطوعية للاتحاد الأوروبي، تعهدت ألمانيا بمساعدة الدول الأعضاء التي تعاني بشكل خاص من أعداد المهاجرين من خلال استقبال 3500 شخص.
لكن إيطاليا توقفت لبعض الوقت عن استقبال الأشخاص الذين يجدر إعادتهم من ألمانيا بموجب قواعد دبلن، التي تتطلب معالجة طلبات اللجوء في البلد الذي طلب فيه الشخص اللجوء لأول مرة، وينطبق ذلك على أكثر من 12,400 شخص، لم يُنقل منهم سوى 10 فقط إلى إيطاليا.
أحزاب سلوفاكية تطالب بعمليات تفتيش على الحدود
إلى ذلك، دعت أحزاب معارضة في سلوفاكيا الحكومة إلى بدء عمليات تفتيش على الحدود، لوقف التدفق المتزايد للمهاجرين العابرين من المجر إلى أوروبا الغربية.
وشهدت سلوفاكيا قفزة في عدد المهاجرين، والعديد منهم من أفغانستان وسوريا، الذين عبروا البلاد في الأشهر الأخيرة، وسمحت لهم بالعبور بعد التسجيل.
وفي وقت سابق، ذكرت الحكومة السلوفاكية أنه من المستحيل إغلاق الحدود مع المجر التي تمتد لمسافة أكثر من 650 كيلومتراً، في حين أرسلت نحو 500 جندي لمساعدة الشرطة للقيام بدوريات في المناطق الحدودية، واتخذت إجراءات لتسجيل المهاجرين بسرعة.
والأسبوع الماضي، قالت وزارة الداخلية السلوفاكية إن عدد المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين ارتفع تسعة أضعاف عما كان عليه قبل عام، ليصل إلى أكثر من 27 ألفاً حتى الآن هذا العام.