كشف ثلاثة مسؤولين كبار أن المرشد الإيراني علي خامنئي وجه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أن طهران لم تُبلغ بعملية طوفان الأقصى ولذلك فإن طهران لن تتدخل في الحرب نيابة عن "حماس".
جاء ذلك في اللقاء الذي عقد في طهران أوائل تشرين الثاني الجاري، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" أمس الأربعاء.
وقال خامنئي لإسماعيل هنية إن إيران ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة لكن دون التدخل بشكل مباشر، حسبما أفاد المسؤولون، وهم من إيران وحماس ومطلعون على المناقشات وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، وفق الوكالة.
كما ذكر مسؤول من حماس أن خامنئي حث هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علناً إيران وحليفتها اللبنانية جماعة حزب الله إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتهما.
في حين أكدت ثلاثة مصادر قريبة من حزب الله أن الجماعة فوجئت أيضاً بالهجوم الذي شنته حماس الشهر الماضي والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، وأن مقاتلي الجماعة لم يكونوا في حالة تأهب حتى في القرى القريبة من الحدود.
وقال قيادي في حزب الله "لقد استيقظنا على الحرب".
من جانبه، قال مهند الحاج علي الخبير في شؤون حزب الله في مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت إن هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ترك شركاءها أمام خيارات صعبة في مواجهة خصم يتمتع بقوة عسكرية متفوقة كثيراً.
بم ردت حماس؟
من جانبها، نفت حركة "حماس" الفلسطينية، صحة ما أوردته وكالة "رويترز" في تقرير لها حول لقاء إسماعيل هنية مع علي خامنئي في إيران.
وقالت الحركة، في بيان لها: "تعليقاً على ما أوردته وكالة رويترز للأنباء حول لقاء إسماعيل هنية، مع علي خامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران، فإننا ننفي صحة ما ورد في هذا التقرير، ويؤسفنا نشر خبر لا أصل له ، وندعو الوكالة لتحري الدقة"، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
وفجر 7 من أكتوبر أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس المحتلة".
ومنذ ذلك الحين، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 11 ألفاً و500 قتيل فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن 29 ألفا و800 مصاب، وفق مصادر رسمية فلسطينية.