icon
التغطية الحية

خاص: إيطاليا تبحث مع بشار الأسد رفع العقوبات مقابل تخفيف أزمة اللجوء

2024.05.31 | 11:53 دمشق

آخر تحديث: 31.05.2024 | 11:53 دمشق

لافتة تحمل صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد معلقة على جدار في سوق الحميدية في دمشق- أيلول 2023 (AFP)
لافتة تحمل صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد معلقة على جدار في سوق الحميدية في دمشق- أيلول 2023 (AFP)
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تستمر بعض الدول الأوروبية المتوسطية بسياسة التطبيع والانفتاح على النظام السوري، بالتزامن مع قرار المحكمة الفرنسية الذي قضى بإدانة القضاء الفرنسي لثلاثة قادة أمنيين كبار في النظام السوري بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتورطهم في قتل مواطن فرنسي ونجله تحت التعذيب في السجون.

يتوازى هذا الأداء مع قيام مسؤولي دول بالهبوط في سوريا ولقاء قادة النظام سراً وبعيداً عن الإعلام. آخرها، بحسب ما كشفت مصادر دبلوماسية غربية لـ"تلفزيون سوريا"، كان زيارة رئيس المخابرات الإيطالية الجنرال جاني كارفيللي لدمشق يوم الثلاثاء الماضي 28 أيار الحالي، حيث التقى رئيس النظام بشار الأسد ومدير مخابراته حسام لوقا.

اللاجئين والمنطقة الآمنة

وبحسب المصدر، فإن كارفيللي وضع الأسد في صورة عملية التنسيق الجارية بين مجموعة دول أوروبية قررت إعادة النظر بطبيعة الواقع السياسي والأمني في سوريا، والتعامل "بواقعية" مع الظرف والتحولات الحاصلة بما يخدم مصالح كل الأطراف على حد سواء.

ووفقاً للمصدر، فإن رئيس المخابرات الإيطالي وضع الأسد ومسؤولي النظام في صورة الاجتماعات الحاصلة بين دول وحكومات النمسا، التشيك، قبرص، الدنمارك، اليونان، إيطاليا، مالطا، بولندا، ورومانيا. وأكد أنهم يجرون إعادة تقييم من شأنها أن تؤدي إلى طرق أكثر فعالية للتعامل مع ملف اللاجئين السوريين الذين يحاولون الوصول إلى البلدان الثمانية أو إلى دول الاتحاد الأوروبي.

كما أجرى الجنرال الإيطالي، بحسب المصدر، نقاشات معمقة مع المسؤولين في النظام حول إمكانية إنشاء منطقة آمنة في ريف حمص بالتنسيق مع لبنان وقبرص، وخلق أطر تساعد في التخفيف من أزمة اللجوء برعاية أممية. وشدد على وجود إمكانية لرفع بعض العقوبات الأوروبية والأميركية عن النظام إذا جرى تأمين ضمانات إنسانية تتيح حل الأزمة، مؤكداً أن بلاده بالإضافة للدول الأوروبية المعنية تتواصل بشكل مستمر مع الإدارة الأمريكية لإيجاد صيغ مشتركة لحل الأزمة السورية، وهي تحتاج لوقت، خاصة أن المنطقة منشغلة بالحرب الدائرة في قطاع غزة.

المواقف الدولية

في المقابل، يؤكد المصدر الدبلوماسي الغربي أن لا شيء تغير في موقف الدول الكبرى، وتحديداً الإدارة الأميركية وفرنسا وألمانيا، حيال إعادة تعويم النظام، مؤكداً أن كل هذه التحركات لا يمكن أن تفضي إلى شيء نتيجة الواقع الإقليمي أولاً ولتموضع النظام السياسي في المنطقة ثانياً. ويشير المصدر إلى أن المنطقة، التي تعيش ارتدادات الحرب في غزة والجبهات المفتوحة بين لبنان والبحر الأحمر، إضافة للاستحقاقات الانتخابية في إيران والولايات المتحدة، لن تكون حاضرة في الوقت الحالي لتغيير سياساتها تجاه الأسد ونظامه.

هل لحفتر دور؟

ويعتقد المصدر أن الانفتاح الإيطالي الأخير على النظام السوري، والتلويح بتعيين سفير جديد لروما في دمشق، يندرج في إطار مواجهة إيطاليا لكل موجات اللجوء القادمة من سوريا وليبيا، في ظل عملية التنسيق الحاصلة مع الجنرال الليبي خليفة حفتر لوقف الاتجار بالبشر والعصابات العاملة على خط البحر. ويشير المصدر إلى أن خالد، نجل الجنرال خليفة حفتر، والذي يتولى رئاسة أركان الوحدات الأمنية، رعى منذ أشهر قليلة لقاءات بين مسؤولين أمنيين من النظام السوري ونظرائهم الإيطاليين في مدينة بنغازي الليبية. وهذا ما يدل على حجم التنسيق الحاصل بين النظام السوري والأنظمة الشبيهة له في العالم العربي، عبر الاستفادة من الأزمات الكبرى، وتحديداً اللجوء والهجرة، لتكريس وقائع سياسية تترجم باعتراف دولي بتلك الأنظمة.