انتقد معاون وزير الخارجية في حكومة نظام الأسد، أيمن سوسان، تصريحات المتحدث باسم "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة، حول شرعية وجود القوات الأميركية شمال شرقي سوريا.
وقال سوسان إن "أي وجود من دون موافقة الدولة المعنية، هو من وجهة نظر القانون الدولي وجود غير مشروع"، مؤكداً أن هذا الوجود "هو احتلال لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، وجميعنا نعلم هدف الوجود الأميركي في سوريا"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "الوطن" المحلية.
واضاف أن الوجود الأميركي في سوريا "يسعى إلى تحقيق أهداف ما يسمى الربيع العربي، والمتمثلة بالسيطرة والهيمنة على المنطقة ومصادرة القرارات الوطنية، وهذا في النهاية يصبّ في خدمة مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي وهيمنته في المنطقة"، وفق تعبيره.
وأوضح أنه "إذا كان المسؤولون الأميركيون يقولون إنه بموجب القرار 2254، فأنا أقول لهم إنه ينقصهم الكثير من الفهم والقراءة الجيدة لهذا القرار، لأن المفروض من حيث المبدأ أن الأمم المتحدة لا تبرّر أي عدوان ولا تبرّر أي احتلال، فكيف يفسرون القرار كما يشاؤون؟".
وجدد سوسان الاتهامات التي يوجهها نظام الأسد إلى القوات الأميركية بأنها "تسرق، وتحمي سرقة النفط السوري".
السجال الأميركي الروسي
والأحد الماضي، أكد المتحدّث باسم "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة، واين موروتو، أن التحالف يؤدي مهامه شمال شرقي سوريا بموجب تفويض واضح من مجلس الأمن بحسب ما نص عليه القرار 2254.
وقال موروتو في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه على تويتر أمس الأحد: "إن القوات الأميركية موجودة في شمال شرقي سوريا بتفويض واضح بموجب القانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر في كانون الأول 2015".
وأضاف أن "المهمة ستبقى كما هي في شمال شرقي سوريا مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية، لهزيمة تنظيم الدولة وبقاياه وضمان هزيمته الدائمة".
وردت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة الأميركية على المتحدث باسم التحالف قائلة إن "وجود القوات الأميركية في سوريا ليس له أي أساس قانوني".
وأضافت، في تغريدة لها، أن "القوات المسلحة الأميركية توجد في سوريا بشكل غير شرعي"، مشيرة إلى أن تفسير موروتو للقرار "سخيف"، داعية موروتو لـ "دراسة نص القرار بدقة".
إلا أن المتحدث باسم التحالف صحح ما نشره، وأوضح أن التغريدة التي نشرها وقال فيها إن القوات الأميركية موجودة في سوريا بموجب تفويض من مجلس الأمن بحسب ما نص عليه القرار 2254، تحتوي على خطأ، مشيراً إلى أن القوات الأميركية موجودة عملاً بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح موروتو أنه قد "نصحني المحامون العسكريون بأنه من منظور القانون الدولي فإن القوات الأميركية موجودة في سوريا للقيام بأنشطة هزيمة داعش في إطار الدفاع عن النفس، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة"، وفق ما نقلت عنه مجلة "نيوزويك" الأميركية.
وأشار إلى أنه من أجل ذلك "حذفت ذلك الجزء من التغريدة الذي قال خلاف ذلك، لعدم إحداث ارتباك لا داعي له"، مضيفاً "نحن نأسف للخطأ".