قال معاون وزير الخارجية والمغتربين في حكومة نظام الأسد، أيمن سوسان، إن أجندة وفد النظام في الجولة الـ16 من محادثات "أستانا" المقبلة، ستُركز على "الرسالة التي وجهها السوريون خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة".
وأوضح سوسان، الذي يرأس وفد النظام إلى العاصمة الكازاخية نور سلطان، أن "السوريين وجهوا رسالة اتضحت من خلال عملية الانتخابات الرئاسية، مفادها رفضهم أي تدخل بالشأن السوري، وتأكيدهم أن تقرير مصير مستقبل سوريا هو حق حصري للسوريين"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "الوطن" المحلية.
وأضاف أن "هذا التطور يجب أن يفرض نفسه على كل المواقف الأخرى، لتغيير مقاربتها تجاه الأوضاع في سوريا"، وفق تعبيره.
وحول الموقف الأميركي، قال سوسان إن "الإدارة الأميركية لا تزال تعمل على صياغة سياستها إزاء سوريا، ونحن ما يهمنا هي الأفعال وليس الأقوال"، مشيراً إلى أن "إنهاء الاحتلال بكل أشكاله في سوريا سيكون مؤشرا على هذه السياسة فيما إذا أدركت مدى أهمية الرسالة التي وجهها السوريون".
واعتبر سوسان أن هذه الجولة "سبقها تطورات كثيرة، منها القمة التي جمعت الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأميركي، جو بايدن، والتي كانت التطورات في سوريا على أجندتها، وكذلك مواقف أميركية مما يجري في سوريا، والضغط الذي تمارسه واشنطن وحلفاؤها لتمديد آلية إدخال المساعدات عبر المعابر من دون موافقة حكومة النظام والتحريض على زيادة تلك المعابر".
وأشار المسؤول في خارجية النظام إلى أنه لم تجر أي تغييرات على الشخصيات المشاركة في وفد النظام الذي شارك في الجولة الماضية (الجولة 15) من محادثات "أستانا".
وكان وفد المعارضة السورية إلى أستانا كشف أن مسألة استمرار المعابر الإنسانية في تقديم المساعدات ستكون حاضرة على رأس أجندة اجتماعات "أستانا 16".
وقال المتحدث باسم الوفد، أيمن العاسمي، إنه "في هذه الجولة والجولات السابقة فإن المعارضة تمثل صوت الشعب السوري والثورة، ومن دون حضورها لا يمكن حصول أي اجتماع"، مضيفاً أن "المعارضة جزء من المسار، وتمثل آمال الشعب والثورة، وفاعليتها تتعلق بمدى الجدية التي تكون عليها الأطراف الأخرى وخاصة الروس، لأن الإيرانيين جزء من المشكلة وليسوا جزءاً من الحل".
وأوضح أن "المعارضة تحاول التحاور مع الروس بالاجتماعات، وأن فاعلية وجودها بالمسار مركبة وليس بسبب جولة وبفترة مؤقتة أو آنية، هي موجودة بحكم نوع المعارضة التي معظمها عسكري، وهو جزء أساسي في القضية السورية".
وحول أجندة الاجتماعات أفاد العاسمي بأن "الأجندة مستجدة دائماً ومدى الاتفاق عليها يكون بحسب الجدية من قبل الروس تحديداً، ولكن واضح أن القضية تتعلق بالمعابر وخاصة أن الموضوع الإنساني مهم لكل السوريين".
وقال "نحن نحرص على أن تستمر المساعدات لكل المناطق، وبقاء المعابر مفتوحة لضمان دخول المساعدات عبرها"، مشيراً إلى أن "هناك بوادر أمل وحلحلة في قضية المعابر".
ولفت إلى أن "القضية الثانية هي خروقات النظام وعملية التصعيد التي كانت تعقد لأجلها جولات أستانا وجنيف، إذ إن النظام يصعد ويستخدم الإجرام لتحقيق مآرب عسكرية وسياسية".
وتنطلق الجولة 16 من محادثات أستانا يوم غدٍ الأربعاء، وتستمر يومين، بمشاركة الأطراف المعنية في العاصمة الكازاخية نور سلطان.
ويشارك في الاجتماع ممثلو الدول الضامنة وهي تركيا وروسيا وإيران، ووفدا النظام والمعارضة، إضافة إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، ووفود الدول المشاركة بصفة مراقب وهي لبنان والعراق والأردن وممثلو المنظمات الدولية.