أثار خبر إقامة حفل زفاف ومأدبة غداء في مدرسة حكومية في بلدة زاكية بريف دمشق غضب رواد التواصل الاجتماعي في سوريا، إذ تحولت الباحة المدرسية إلى صالة للأفراح والمناسبات الاجتماعية، متسائلين عن قانونية هذا الإجراء ومن هو المسؤول عن ذلك.
وكانت صفحات إخبارية محلية أفادت بأن مدير مدرسة زاكية الثالثة يعمل بتأجير المدرسة في أيام العطلة لإقامة حفلات الزفاف، ما يتسبب في إزعاج الجيران من أصوات الأغاني، وإطلاق النار حتى ساعات متأخرة من الليل.
مصدر أهلي في مدينة زاكية، قال لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، إن أحد القاطنين قرب المدرسة، كان لديهم مناسبة اجتماعية (حفل زفاف)، فمن العادات والتقاليد أن يكون هناك حفل وإقامة مأدبة غداء للمدعوين في اليوم التالي، وعادة ما يكون هذا الأمر ضمن خيام، ولكن أرادوا الاستعاضة عن الخيمة بباحة المدرسة كونها واسعة وتتسع لأعداد كبيرة.
وأضاف أن مدير المدرسة لم يسمح لهم في بداية الأمر وطلب منهم التوجه إلى "مديرية التربية" لأخذ الموافقة، وفيما بعد وافق على ذلك، "ولكن ليس لأخذ المال له وإنما لتقديم خدمات للمدرسة مقابل إقامة الحفل والمأدبة".
ما المقابل لقاء إقامة حفل الزفاف في المدرسة؟
من جهته، أوضح الموجه التربوي في بلدة زاكية، هاشم خلف، أن "أصحاب الحفل من جيران المدرسة ويهتمون بها بشكل دائم ويحرسونها ليلاً خوفاً من السرقات بسبب وجود ألواح طاقة شمسية فيها تعود إلى وحدة المياه في المدينة، إضافة إلى أن صاحب الحفلة يعمل في مهنة النجارة ويقوم بشكل دائم بإصلاح الأضرار في المدرسـة على نفقته الخاصة من دون أن يتقاضى مبالغ مالية من مديرها"، على حد قوله.
وأشار إلى أنه "كنوع من رد المعروف له تم إعطاؤه باحة المدرسة ليقيم حفل زفاف بها، ولم يتقاض مدير المدرسة أي مبلغ مادي لقاء هذا المعروف، إضافة إلى ذلك أنه لم يحصل أي تخريب بالمدرسة نتيجة لاستخدمهم لها".
هل سمحت "مديرية التربية" بإقامة الحفل؟
وأكد خلف أن الحفل جرى بموافقة "مديرية التربية" والمجمع التربوي في المنطقة، وذلك من دون أي أجر مادي، مضيفاً: "في القرى لا توجد حراسة ليلية لحماية المدرسة وممتلكاتها ولهذا السبب يضطرون إلى تقديم خدمة مثل هذا النوع مقابل أن يكون من يستخدمها يقدم خدمة لهذه المدرسة وتكون مثل رد المعروف له".
واقع التعليم في سوريا
وتعاني معظم المدارس في مناطق سيطرة النظام السوري من نقص حاد في الكوادر التعليمية، ما يضطر بعض المناطق إلى دمج الصفوف والمدارس واتخاذ إجراءات تهدد بتسرب الطلاب، حتى إن بعض المدارس تفتقر إلى الحراس والمستخدمين، كما تفتقر إلى أبسط المقومات والخدمات اللازمة، من كتب وقرطاسية ومحروقات لتدفئة الطلاب.
وتشهد العملية التربوية تدهوراً كبيراً في جميع مراحلها، سواء من ناحية المناهج، وتوفير متطلباتها، أو من ناحية ارتفاع معدلات التسرب من المدارس، بسبب انعدام الأمن والفقر، في ظل انهيار الليرة السورية وتدهور الأوضاع المعيشية.