تظاهر عشرات السوريين في هولندا تنديداً بحفلة أحياها المطرب جورج وسوف مساء أول السبت في مدينة دروتن بمقاطعة خيلدرلاندر الهولندية، واعتقلت الشرطة أحد المتظاهرين السوريين بذريعة "الإخلال بالنظام العام".
وأشارت وسائل إعلام هولندية إلى أن جورج وسوف، برغم اعتباره "أيقونة" في عالم الموسيقا العربية، ولكن المغني البالغ من العمر 60 عاماً والذي باع ملايين أشرطة التسجيلات، لا يحظى بشعبية لدى جميع السوريين، وذلك بسبب ارتباطه بعلاقة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي ينظر إليه كثيرون على أنه ديكتاتور ومسؤول عن الحرب التي اندلعت في سوريا منذ سنوات.
كما غنى وسوف في حفلة في مدينة بفرفايك مساء الجمعة الماضي قبل أن يحيي حفلته الأخيرة في صالة أفراح (رويال) في مدينة دروتن السبت.
مدير صالة الزفاف يوس يلماز، قال للإعلام الهولندي: "نحنّ أجّرنا صالتنا فقط"، مضيفاً أن الحفلة كانت "في أيدٍ أجنبية وكانت حفلة خاصة. في البداية لم أكن أعرف من هو هذا المغني ثم اتضح أنه سيواجه احتجاجاً".
وأشار يلماز إلى أن "كل هذا كان بتصريح (...) الحفلة تمت بموافقة وبعلم من البلدية والشرطة".
واعترض المتظاهرون من أبناء الجالية السورية في هولندا على حفل وسوف، من خلال التجمّع خارج مكان الحفلة وضمن منطقة خُصصت لتنظيم المظاهرة. واضطر وسوف إلى دخول الصالة من المدخل الخلفي، ما حال دون رؤيته من قبل المحتجين، وفق يلماز.
وأطلق المتظاهرون هتافات منددة بالحفل وبالمطرب الموالي والمقرّب من بشار الأسد وبالأشخاص الذين نظموا الحفل وشاركوا فيه، من بينها: "شبيحة" و"بشار الأسد إرهابي"، "عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد". كما رفعوا رايات الثورة السورية وصوراً لضحايا قصف النظام.
حضور مكثف للشرطة واعتقال متظاهر
وكانت الشرطة الهولندية موجودة في المكان بشكل مكثف تحسباً لأي طارئ ولمنع حصول أي صدام بين المتظاهرين والجمهور الذي جاء لحضور الحفل.
وبحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية فإن الشرطة ألقت القبض على أحد المتظاهرين ويبلغ من العمر 26 عاماً كان قادماً من مدينة أوتريخت.
وألقى الشاب بعض الحجارة من الخارج على جمهور الحفل داخل الصالة، بحسب الشرطة الهولندية التي أفادت بإلقاء القبض عليه بتهمة "الإخلال بالنظام العام" من دون ذكر توضيحات أخرى.
وذكرت وسائل إعلام هولندية أن الشاب أطلق سراحه مساء ذلك اليوم، ولم يتسنّ الوصول إلى البلدية للتعليق.
وفي وقت سابق، طالب عدد من السوريين السلطات الهولندية بإلغاء حفلة وسوف الذي وصفه الإعلام الهولندي بـ"صديق الأسد".
وقال كاوا رشيد أحد السوريين الذين طالبوا بإلغاء الحفل إن وسوف مؤيد للنظام السوري، مضيفاً بأنه "دعم التدخل الروسي في سوريا". وأرسل رشيد رسالة بريد إلكتروني إلى عمدة دروتن "كوري فان ري- أود أميرفيلد" يطلب فيه حظر الحفلة.
من جانبه، قال المتحدث باسم أميرفيلد إن العديد من السلطات "حققت في نية تنظيم حفلة جورج وسوف"، مضيفاً أن "التحقيق لا يعطي أي سبب لإلغاء الحفلة. إذا دعا وسوف إلى العنف في هولندا، يمكن للسيد رشيد إبلاغ الشرطة بذلك.. وبعد ذلك يجب أن يكون قادراً على إثبات أنه مذنب بارتكاب هذا".
كما تداول سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة موجهة إلى عمدة البلدية تطالب السلطات بإلغاء الحفلة، وتدعو لمطالبة بعضهم بإرسالها إلى السلطات الهولندية.
ربيع الأسمر يُغضب السوريين
وأثارت حفلة أخرى أقامها المغني اللبناني ربيع الأسمر في مدينة بفرفايك الهولندية، غضباً كبيراً في صفوف السوريين الذين طالبوا السلطات الهولندية بإلغائها، إلا أن الأخيرة رفضت طلبهم.
وانتقد عدد من السوريين تنظيم حفلة الأسمر المعروف بولائه لبشار الأسد ولـ "حزب الله" اللبناني المصنف في عدد من الدول الأوروبية كمنظمة إرهابية. كما أن نجل الأسمر كان قد قتل في سوريا في أثناء قتاله إلى جانب حزب الله بحسب ما ذكر المطرب اللبناني في مقابلة متلفزة.
ورصد موقع تلفزيون سوريا آراء عددٍ من السوريين الذين عبّروا عن استيائهم من سماح الحكومة الهولندية وبعض الدول الأوروبية لمطربين يمجدون نظام الأسد و"حزب الله" المتهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا لأكثر من 10 أعوام، خصوصاً بعد كشف الإعلام الهولندي وصحيفة الغارديان البريطانية تفاصيل مجزرة التضامن التي راح ضحيتها 41 مدنياً. في حين أن تلك الدول ترفض بشدة الحرب الروسية على أوكرانيا وقاطعت جميع وسائل الإعلام الروسي والبروباغندا وجميع الأنشطة الروسية.
وفي الأعوام الماضية، أثارت حفلات أحياها عدد من المطربين الموالين لنظام الأسد في القارة العجوز، غضب واستياء أبناء الجالية السورية في الدول الأوروبية خصوصاً أن معظم اللاجئين فروا من الحرب التي شنها نظام الأسد على المدن الثائرة ضد حكمه في عام 2011.
وعلى مدار العشرة أعوام الماضية، وصل عشرات الآلاف من السوريين إلى هولندا هرباً من نظام الأسد، وتسلل بينهم عدد لا بأس به من الموالين والمؤيدين لنظام الأسد.