البث المباشر
أجرت شبكة "سي بي إس نيوز/ CBS news" الأميركية مقابلة مع المُلقّب بـ "حفار القبور"، شاهد العيان الرئيسي على جرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد بحق السوريين، حيث تحدث عن "الفظائع التي شهدها، في وقت يدق الغرب فيه ناقوس الخطر بشأن ضحايا المدنيين في أوكرانيا التي مزقتها الحرب" بحسب تعبيرها.
ووصف "حفار القبور" في المقابلة تفاصيل مؤلمة للاعتداءات المدعومة من روسيا على المدنيين السوريين، قائلاً إنها "تُظهر مؤشرات مقلقة لما هو قادم".
وأضاف: "أرى الأخبار التي ترد من أوكرانيا وأنا أتألم بشدة لأنني أعرف ما فعلته روسيا في أوكرانيا -وما يمكنها فعله- لأنني أعرف ما حدث في سوريا".
وتوضّح الشبكة الأميركية أن الدعم الروسي لعب دور الحسم لسنوات في الإبقاء على نظام بشار الأسد في السلطة. وقدرت الأمم المتحدة عدد قتلى الحرب التي دامت أكثر من عقد من الزمان، بـ 400 ألف مدني بعد اندلاع احتجاجات الربيع العربي السلمية والمؤيدة للديمقراطية.
ويتابع الشاهد حديثه فيقول: "فيما يتعلق ببوتين والأسد، يجب أن يذهبا إلى سلة مهملات التاريخ لما فعلاه في العالم".
وفي الـ 16 من شهر آذار الجاري، استضاف الكونغرس الأميركي "حفار القبور" حيث أدلى بشهادته عن المقابر الجماعية التي أنشأها نظام الأسد لإخفاء جثث ضحايا التعذيب في السجون والمعتقلات، ومختلف المجازر التي ارتكبها بحق المدنيين في سوريا.
وتحدث الشاهد إلى أعضاء الكونغرس عن الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام في سوريا، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية. وقد علمت شبكة "سي بي إس نيوز" أنه أطلع مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية على تلك التفاصيل أيضاً.
ومن جملة ما ذكره أمام الكونغرس، قوله إن "شاحنات مقطورة كانت تأتي مرتين في الأسبوع، وكل واحدة منها تحمل ما بين 100 و400 جثة أو أكثر. جميعهم تعرضوا للتعذيب حتى الموت، وكان بإمكانك أن ترى بوضوح آثار التعذيب على أجسادهم... كانت هذه آلية منهجية للموت".
وأشار إلى أن أحد الضحايا كان قد وضع في مقبرة جماعية وتبيّن أنه ما يزال حياً، وعندما لاحظ ضابط المخابرات ذلك، أمر سائق جرافة "بدعسه وقتله على الفور". وأوضح أن تلك المقابر كانت تتوزع في منطقتين هما "القطيفة" شمالي العاصمة دمشق، و"نجها" في جنوبها.
وكان "حفار القبور" قد ظهر لأول مرة حين أدلى بشهادته في محاكمة كوبلنز الألمانية، التي انتهت في هذا العام بإصدار حكم بالسجن المؤبد على ضابط المخابرات السوري السابق أنور رسلان، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
