ملخص:
- شهد ريف دير الزور هجومين على حفلي زفاف، خلفا قتلى وجرحى بينهم العروس.
- استخدم المهاجمون أسلحة نارية، ما زاد من مأساوية الحوادث ونتائجها المدمرة.
- انتشار الأسلحة في الأعراس أصبح ظاهرة متزايدة، حيث سجلت عشرة حوادث مشابهة هذا الصيف.
شهدت دير الزور في الأسبوعين الفائتين هجومين منفصلين على حفلي زفاف، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحاضرين، بينهم العروس.
وقالت مصادر أهلية، اليوم الإثنين، إن مجهولين هاجموا قبل يومين عرساً في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، ما تسبب بمقتل سيدة وإصابة خمس أخريات بينهن العروس، بحسب موقع "أثر برس" المقرّب من النظام السوري.
وأضافت المصادر أن الفاعلين فروا إلى جهة مجهولة، دون إمكانية التعرف إليهم، فيما تم نقل المصابين إلى مستشفيات قريبة في المنطقة.
وشهدت مدينة الميادين الأسبوع الأخير من الشهر الفائت حادثة مشابهة، حيث هاجم شخص عرساً ما أدى إلى مقتل العروس وثلاثة أشخاص آخرين، إضافة إلى إصابة عشرة أشخاص.
واستخدم المهاجم حينها قنابل يدوية وبندقية في الهجوم، قبل أن يُقتل خلال اشتباكه مع أقارب العروس.
وبات استخدام الأسلحة النارية خلال الأعراس شائعاً بكثافة، وسُجلت خلال الصيف عشرة حوادث على الأقل توزعت بين الوفاة والإصابة بسبب هذه الظاهرة التي تتزايد انتشاراً، وفقاً للموقع.
الفوضى الأمنية في دير الزور
تعد محافظة دير الزور من أبرز المناطق الاستراتيجية في سوريا نظراً لموقعها الجغرافي وأهميتها الاقتصادية بسبب احتوائها على حقول النفط والغاز. هذه الأهمية جعلتها محل تقاسم للسيطرة بين الأطراف المتنازعة.
تسيطر قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية الموالية لها على الجزء الغربي من المحافظة، بما في ذلك مدينة دير الزور وبعض القرى المجاورة. وتقوم هذه الميليشيات بتثبيت نفوذها من خلال إنشاء قواعد ومراكز عسكرية لضمان استمرار هيمنتها.
من جهة أخرى، تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من التحالف الدولي على المناطق الشرقية من المحافظة، وتشمل هذه المناطق حقول النفط الرئيسة مثل حقل العمر وحقل التنك، مما يسهم في تأمين مصادر التمويل لها وتعزيز موقفها العسكري والسياسي في المنطقة.
رغم هذا التقاسم في السيطرة، تشهد دير الزور حالة من الفلتان الأمني وانتشار السلاح العشوائي بشكل كبير. تتكرر الحوادث الأمنية والهجمات المسلحة في الأعراس والتجمعات السكانية، ما يسفر عن سقوط ضحايا وإصابات. يعود ذلك إلى انتشار الأسلحة بشكل غير منضبط وتعدد الأطراف المسلحة التي تتنازع النفوذ في المنطقة. هذا الوضع أدى إلى تصاعد المخاوف بين السكان المحليين الذين يعيشون في ظل تهديد مستمر ويواجهون تحديات يومية تتعلق بأمنهم وسلامتهم.