icon
التغطية الحية

حصار متواصل لزاكية بريف دمشق منذ أسبوع.. ماذا يريد النظام السوري من الأهالي؟

2024.09.14 | 06:46 دمشق

234
قوات النظام السوري (أرشيفية)
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • حصار زاكية: النظام السوري، مدعوم بالميليشيات التابعة للفرقة الرابعة، يفرض حصارًا على بلدة زاكية بريف دمشق منذ أكثر من أسبوع، مع تعزيزات عسكرية وقطع الطرق الرئيسية.

  • تجييش إعلامي: يستخدم النظام وسائل الإعلام لترويج مزاعم عن تحركات مقاتلين في البلدة بدعم إسرائيلي، بهدف تبرير التدخل العسكري.

  • تهديدات بالتصعيد: مجموعات محلية من درعا تهدد بالتصعيد إذا اقتحم النظام البلدة، مع وجود روابط تاريخية وجغرافية تربط زاكية بدرعا.

  • نموذج التسويات المتكرر: النظام يسعى لتكرار نموذج التسويات الذي تم في درعا لإخضاع السكان لتسوية جديدة.


تشهد بلدة زاكية في ريف دمشق تصعيدا مستمرا من قبل النظام السوري، حيث تواصل قواته، مدعومة بالميليشيات التابعة للفرقة الرابعة، حصارها على البلدة.

يأتي هذا الحصار ضمن سلسلة من التكتيكات التي لطالما استخدمها النظام لإخضاع المدن التي خرجت عن سيطرته خلال السنوات الأولى من الثورة، والتي عاد إليها شكليا عبر التسويات لاحقا.

فرض الحصار على بلدة زاكية

بدأت التحضيرات لهذا الحصار قبل أكثر من أسبوع عندما عززت ميليشيات تابعة للفرقة الرابعة وجودها العسكري على أطراف البلدة.

شملت هذه التحركات دوريات على الطرق المؤدية إلى زاكية، بما في ذلك المداخل والمخارج الرئيسية مع قطع الطريق بين زاكية ومدينة المقيليبة عبر وضع حاجز عسكري هناك، كما تم نشر تعزيزات عسكرية ثقيلة تضمنت دبابات ورشاشات، بالإضافة إلى إنشاء نقاط عسكرية جديدة بين زاكية وخان الشيح، وبين زاكية وبلدة الطيبة. وعزز النظام الحواجز العسكرية على طريق اوتستراد زاكية لزيادة الضغط على الأهالي.

تجييش ضد السكان

بالتوازي مع الحصار، استخدم النظام السوري وسائل الإعلام الموالية له لتجييش الرأي العام ضد بلدة زاكية. ووفقا لما ذكره الناطق باسم تجمع أحرار حوران، أيمن أبو محمود، فقد بدأ النظام بنشر مزاعم عن وجود تحركات لمقاتلين في البلدة ترتبط باستعدادات إسرائيلية لفتح جبهة جديدة في الشمال. 

وأوضح أبو محمود في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أن هذه الاتهامات ليست جديدة، بل هي جزء من استراتيجية قديمة يتبعها النظام منذ اندلاع الثورة لتشويه صورة المدن السورية، سواء في الجنوب أو الشمال السوري، لافتا إلى أنّ هذه المزاعم تأتي في إطار محاولات النظام لتبرير أي تحركات عسكرية مقبلة ضد البلدة. حيث كانت شبكات إخبارية مقربة من النظام زعمت أن التحركات العسكرية في البلدة مرتبطة بهجمات إسرائيلية على الجنوب اللبناني.

من جهة أخرى، ردت مجموعات محلية في درعا على الحصار المفروض على زاكية بالتهديد بالتصعيد في حال قرر النظام اقتحام البلدة. وفي هذا السياق أشار أبو محمود إلى الروابط التي تجمع بين زاكية ومناطق شمال غرب درعا، خاصة ما يعرف بمنطقة "مثلث الموت"، مشيرا إلى أن زاكية، التي تقع في ريف دمشق الجنوبي، تتصل جغرافيا وتاريخيا بدرعا. وأن هذه الروابط تعزز من احتمالية تصعيد الأوضاع في حال استمر الضغط على زاكية، خاصة أن مناطق ريف دمشق خالية تقريبا من الشباب، والخزان البشري المتبقي يتمركز في مناطق الجنوب السوري، حيث يحتفظ أبناء درعا بسلاحهم ويواصلون تشكيل تهديد للنظام.

أشار أبو محمود إلى الدور الكبير الذي تلعبه الفرقة الرابعة في الحصار المفروض على زاكية، والمعروفة بممارسة الانتهاكات ضد المدنيين، موضحا أن النظام يستخدم هذه الميليشيات كأداة للضغط على الأهالي، مجبرا إياهم على الخضوع لعمليات التسوية جديدة يسعى لفرضها.

واستشهد المتحدث بتجربة درعا، حيث فرض النظام حصارا طويلا على الأحياء قبل شن العمليات العسكرية المباشرة، مؤكدا أن الحصار في زاكية هو تكتيك نفسي وعسكري يهدف إلى إخضاع السكان دون استبعاد إمكانية اللجوء إلى الاقتحام العسكري في مرحلة لاحقة.

نموذج التسويات المتكررة

أشار أبو محمود إلى أن النظام يحاول تكرار نموذج التسويات الذي طبقه في درعا، حيث أجبر السكان على القيام بعدة عمليات تسوية. وأوضح أن النظام نفذ خمس عمليات تسوية في درعا، منها اثنتان مفصليتان: الأولى في عام 2018، والثانية عام 2021.

فيما يتعلق بالتسويات في زاكية، ذكر أبو محمود أن عمليات التسوية التي بدأت في البلدة عام 2016 أسفرت عن ترحيل نحو 250 مقاتلا إلى الشمال السوري، إلا أن هناك عددا من المقاتلين المحليين الذين لا يزالون موجودين في البلدة منذ ذلك الحين.

هذا الوجود، وفقا لأبو محمود، هو ما يدفع النظام لمحاولة فرض تسوية جديدة، خاصة في ظل وجود محاولات من النظام لزرع خلايا أمنية داخل زاكية والتي اصطدمت بالمقاتلين المحليين الذين واجهوا هذه الخلايا وأفشلوا محاولات اغتيال حاولت تنفيذها في البلدة.

تبرير التدخل العسكري

كما تتمتع زاكية بأهمية استراتيجية بالنسبة للنظام نظرا لقربها من العاصمة دمشق ومناطق حساسة مثل خان الشيح وغيرها من مناطق ريف دمشق. هذا القرب يجعل النظام حريصا على فرض سيطرته الكاملة عليها. ورغم محاولاته المتكررة لزرع نفوذ أمني في البلدة، فإن وجود المقاتلين المحليين يصعّب على النظام تحقيق أهدافه بشكل كامل.

ويؤكد الصحفي نضال معلوف أن النظام السوري يستخدم استراتيجية تشويه سمعة البلدة وأهاليها عبر اتهامهم بالعمالة لإسرائيل، واعتبارهم جناحا عسكريا يعمل لصالحها. 

ويرى معلوف في تسجيل نشره على يوتيوب أن هذه الاتهامات تهدف إلى تضخيم حجم الخطر في المنطقة لتبرير التدخل العسكري والأمني هناك.

ويعتقد أن النظام يحاول من خلال هذه الادعاءات خلق انطباع بوجود تهديد خارجي كبير، مما يسمح له بتعزيز قبضته على المنطقة، وذلك على الرغم من هشاشة سيطرته الفعلية في تلك المناطق.

يشير معلوف إلى أن الوضع في زاكية ومناطق أخرى من الريف الجنوبي لدمشق لم يشهد تغييرا جوهريا منذ وقف العمليات العسكرية. ويحاول النظام تصوير الأحداث بشكل مبالغ فيه لتبرير استمرار تدخله العسكري. مؤكدا أن الاتهامات التي يوجهها النظام للفصائل المسلحة بالتعاون مع إسرائيل غير منطقية، لأن هذه الخطوة يرفضها جميع السوريين من المقاتلين والمدنيين.