أكد حزب الله اللبناني مقتل رئيس المجلس التنفيذي في الحزب، هاشم صفي الدين، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً في لبنان وذلك بعد يوم من إعلان إسرائيل بشكل رسمي عن عملية الاغتيال.
ونعى حزب الله يوم الأربعاء في بيان صفي الدين ووصفه بـ"القائد الكبير الذي قدم حياته في سبيل المقاومة الإسلامية وخدمة الحزب". وأشار البيان إلى أن صفي الدين قُتل إلى جانب مجموعة من رفاقه في "غارة صهيونية إجرامية وعدوانية".
وكان صفي الدين يشغل منصباً قيادياً مهماً داخل الحزب ويُعد من أبرز الشخصيات المؤثرة في مسار حزب الله. كما كان معروفاً بقربه الشديد من حسن نصر الله، الذي اغتيل أيضاً في وقت سابق. وفي البيان، أشار الحزب إلى أن صفي الدين كان "الأخ الوفي والذراع الأيمن" لنصر الله، وجدد حزب الله في بيانه التزامه بمواصلة "طريق المقاومة والجهاد" رغم الخسائر المتتالية في صفوف قياداته.
وأكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، تمكنه من اغتيال هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله"، في هجوم جوي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية قبل ثلاثة أسابيع. ويشير الجيش الإسرائيلي بذلك إلى غارات جوية شنتها مقاتلاته في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على ما وصفه بأنه "مقر استخبارات تابع لحزب الله" في الضاحية الجنوبية. وقت وقوع الغارات، تحدث الإعلام العبري عن تقديرات تشير إلى اغتيال صفي الدين خلال تلك الضربات الجوية.
وأكد بيان للجيش الإسرائيلي أن هذه العملية أسفرت عن مقتل صفي الدين إلى جانب علي حسين هزيمة، الذي كان يشغل منصب قائد ركن الاستخبارات في "حزب الله"، بالإضافة إلى قادة آخرين.
من هو "هاشم صفي الدين"؟
ويُعد هاشم صفي الدين شخصية بارزة داخل "حزب الله"، إذ يتولى منذ سنوات طويلة رئاسة المجلس التنفيذي للحزب، الذي يشرف على الجوانب السياسية والإدارية والمالية للتنظيم. وكان خليفة محتملا لحسن نصر الله، الذي اغتيل في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.
وُلد هاشم صفي الدين في عام 1964 في بلدة دير قانون النهر في جنوبي لبنان، ويُعتبر من الشخصيات الغامضة نسبياً داخل "حزب الله". ورغم محدودية المعلومات المتوفرة عنه، يُعرف أن صفي الدين كان جزءًا من هيكل "حزب الله" منذ تأسيسه عام 1982.
في ثمانينيات القرن العشرين، سافر إلى مدينة قم الإيرانية حيث درس العلوم الدينية إلى جانب ابن خالته حسن نصر الله، زعيم الحزب. في عام 1994، استدعي صفي الدين من قم إلى بيروت ليتولى رئاسة "حزب الله" في العاصمة، وهو المنصب الذي مهد له لاحقاً رئاسة "مجلس المقاومة"، الهيئة المسؤولة عن النشاط العسكري للحزب في عام 1995.
كان صفي الدين يتحكم في العديد من الملفات الحساسة داخل الحزب على مدى ثلاثة عقود، فقد أشرف على إدارة مؤسساته وأمواله واستثماراته في الداخل والخارج، في حين كان حسن نصر الله يركز على الملفات الاستراتيجية. كما تربط صفي الدين علاقات قوية مع إيران، إذ قضى سنوات في قم وتزوج ابنه رضا من ابنة القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في عام 2020.